الخميس، 13 يونيو 2019

غريبان أنا وصنعاء للشاعر/ خالد الشرافي

( غريبان ... أنا وصنعاء )
الأمةُ اليومَ ملْكُ السبتِ والأحدِ
والجمعةُ الآن شكلٌ دون مُعتقدِ
والظلمُ ظلمانِ من غازٍ وطاغيةٍ
والجرحُ جرحان في قلبي وفي كبدي
و"بورصة"ُ الموتِ معروضٌ بها دَمُنا
روحٌ بصفرٍ وإنْ زادتْ فلا تزدِ
مسافرون لـ(واق الواقِ) رحلتنا
مسافة الدهرِ بين الحزنِ والكمدِ
في القهرِ من مهدنا حتى نهايتنا
نأتي ونذهبُ لا نلقى سوى الكَبَدِ
ليلايَ صنعاءُ تغفو في أسى مقلي
وتستفيقُ جراحًا في مدى سَهَدِي
كانتْ على شاشةِ التلفازِ أغنيةٌ
في ظلمةِ الأمسِ تستجدي صباحَ غدِ
ثمّ استحالتْ صدًى للجهل "زوملةً"
وصرخةً في الدجى من "عكفة"ٍ جُددِ
خمسون عامًا وقد بحتْ حناجرنا
نشدو بأيلولَ في لحنِ الهوى الغردِ
مذْ نصف قرنٍ وجمهوريةٌ وُلِدتْ
واليومَ تفنى ولمَّا حُلمُها يَسدِ
هل نشوةُ القاتِ للألباب قدسلبتْ
أم كحَّلَ العينَ طاغي الأمسِ بالرمدِ
أم "صفقةُ القرنِ" باعتنا بلا ثمنٍ
إلى الملالي ذوي الأحقادِ والحسدِ
كنّا نفاخرُ في "بلقيسَ"واحدةٍ
أنَّى غَدتْ "زينبياتٍ" بلا عددِ
أستشرفُ الصبحَ يا صنعاء من زمنٍ
حتى ظننتُ السنا في مهجتي ويدي
وفجأةً! آهِ منها كيف تقتلنا
فُجاءةُ الأمرِ غير الشرِ لم تُردِ
عادتْ إلينا خرافاتٌ تُدجِّننا
حتى نصيرَ عبيدَ الزورِ والفندِ
عاد الظلامُ الذي قد خلتُ مهلكهُ
يمحو الصباحَ ويُفنِي كلَّ منتقدِ
ويشعلُ الحربَ في مكرٍ يؤججها
يزهو بجيشٍ من الأوغادِ متَّقِدِ
أقسى وأفضعُ من "نيرونَ" سطوته
كم أحرق الجورُ من روحٍ ومن جسدِ
أيدِ الطواغيتِ طالتنا جرائمُها
وطعنةُ الغدرِ ما أبقتْ على أحدِ
إنّا غريبان ياصنعاءُ في ظُلَمٍ
للتيهِ نمضي بلا نورٍ ولا سندِ
واليأس يعزفنا لحنًا بلا طربٍ
في مسرحِ الحزنِ صرنا توأمي نكدِ
إنّا غريبان فاختاري نهايتنا
في خندقِ الحرب أو زنزانة المسدِ
جفتْ أغاني الهوى في بوح قافيتي
وكم يجودُ الأسى للحرفِ بالمددِ
الغربةُ اتسعتْ، صنعاء فاقتربي
وأشعلي النورَ في الآفاقِ واتقدي
احلولكَ الليلُ لكنْ بعدهُ فرجٌ
أرى الصباحَ قريبًا غيرَ مبتعدِ
خالد الشرافي
-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق