الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023

عندما يثمل القمر.. الشاعر..خالد ع . خبازة


 عندما يثمل القمر

من الطويل .. و القافية من المتدارك

أفي كلِّ نجم  في الفضا  لك منزلُ

................................ و في كل روضٍ راحـــلا تتنقـــــــلُ

وفي كل دوحٍ طائرٌ أنت صـــــادحٌ

................................. يغنّي و يشدو للهــوى .. و يرتّـل

وقد هيـَّـأت عشًا لــه كلُّ أيكــــــةٍ

................................... ليشربَ من نبعِ الجنــــــانِ و ينهل

كأنك حتى ما عرفت جوى الــهوى

................................... فما لك تستجـدي .. و مالكَ تسأل

و لكنْ تجافي الحــلمُ عنــــك كأنما

................................... رأيتُك عن حرِّ المعانـــــاة تغفــــل

حنانَيْكَ مهلا .. ليت تدري الذي به

................................. كأنــكَ لم تـــــدرِ الذي كنتَ تســأل

و لكنما الشوقُ القديمُ اذا طــــغى

..................................أضاعَ فؤادًا في الهوى .. كان يُعوِل

ليالٍ بها .. كم أثقلَ الحبُّ كاهـلا

................................ و أضنى فؤادًا.. طالما هدَّ مِعْــــوَل

جنانٌ من الأشجانِ والودّ أزهرت

............................... و أينعَ حبٌّ .. صارَ في القلـبِ يـرفُـل

جرى الحبُّ يَسقي عاصف الشوقِ جدولا

.............................. وفي مهجتَيْنا .. يزرعُ الوجــدَ جدول

يغرِّد فيها الطيرُ في كل سرحةٍ

.............................. و يصدحُ في أدواحهـــا الصبــحَ بلبـل

فضجَّ به الشوقُ القديــمُ كأنما

............................ أضاءَ له .. في سامقِ النجــــمِ منـــزل

بليلٍ .. تولَّتْ رسمَه كلُّ نجمــةٍ

............................ أناخَ عليــنا من دجــى الليـــــلِ كلـــــكل

غريقينِ بتْنا في غياهـيب لُجَّةٍ

........................... على مركبِ الأشواقِ .. نطفو و ننـــــزل

و سالَ معينُ الروحِ سلسالَ دافقًا

........................... و أجرى ينابيــــعًا من الدمــــعِ قســـــطل

و ظلت ترانــيمُ الهـوى مستعرَّةً

.......................... فما ان أتانـــا من دجى الليـــــلِ جحفـــل

أزلنا غبارَ الــوجدِ عنا و أسرِجَتْ

........................... عــذارى الهـــوى .. دون القلــوبِ تــنقّل

كأنَّ لقانا أجفـل الريحَ خطــوُه

........................... فهبت ريـاحُ الوجــدِ .. تمضي .. و تقبل

سما حلمُنا يبغي المجرةَ منزلا

............................ فطاب على اطــــلالةِ الكــــونِ .. منـزل

وحين دعانا للهوى بعضُ شوقِنـا

............................ رسمنا .. حـدودَ الشوقِ نــارًا ... تشعـَّل

و قمنا سريعًا يسرِقُ الدربَ سيرُنا

........................... الى هاتفٍ في القلبِ .. يـــدعو فننـــــزل

و لما علتْ أكبادُنا مدرجَ الهـــوى

........................... تبـــدّى لنا في حِنـدسِ الليــــلِ مِشعـــــل

تلاقتْ به الأكبادُ سكرى ثمالةً

.......................... تتـــــوقُ الى لقيا .. بها الوجـــــــــدُ مقبل

وسالت كؤوسُ الشوقِ خمرًا كأنما

......................... عذارى الهوى .. تمضي بكاسٍ .. و تقبــل

ومالتْ بنا نحوَ الغروبِ جحافلٌ

......................... مصابيحُ نـــــــــاداها الغــــروبُ .. فتـــأفل

هجرنا.. سوى أرواحِنا.. كلَّ لذةٍ

....................... و أرواحنا .. في نشـــــــوة الحب فيـــصل

و أطلق قلبانا العنانَ لوجـــــدِنا

....................... الى حيث سارت في هوى الـــروحِ .. أرجل

تساقى كلانا خمرةَ الوصلِ لا نعي

...................... اذا النجمُ مخمــــورٌ .. أم البـــــــدرُ يثمــــــل

كلانا رهينُ الوجدِ والشوقِ والجوى

...................... فأغـــوى هوانــــا في العيــــــــونِ التـــــــأمل

تنشق منا الفجرُ أنسامَ زهـــرِنا

....................... فأصبحَ يزهــــو في هــوانا ..و يحفــــــــــل

وغنت لنا أدواحُها ثم أحــــدقتْ

.......................... بنـــا الطيرُ تشـــــدو للهـــــوى .. و تهلل

يسامرُنا بدرٌ .. يغازلُ نجمةً

.......................... و بــــــاتتْ بنــا سمـــــارُنا .. تتــــغزّل

و ألقـــــت اليــنا نظرةً ثم لوّحت

............................ تحيي لقانــــا .. كيفمـــا الحــــبُّ يأمـــل

كأنا وقد ألقت لنـــــا الروضُ رحلَنا

............................... تمنـَّـتْ علينا أن يــــــــدومَ التغـــــزل

و غازَلنا ريحُ الصباحِ و داعبت

.................................جفونَ الدجى وجدا و صحصح أيّل

وضاقتْ سريعًا فسحةُ الليلِ بعدما

.................................. طغى الوقتُ يجري مسرعًا يتعجل

عدونا و قد أغرى بنا الصبحُ ظالمًا

................................. بناتِ الضحى جهرًا.. فحانَ الترحّل

فان كان في أرواحنـــــا .. ما نؤمل

.............................. و لكنمــــا الآمـــال .. أمـــر مؤجــل

فقمنا ... و غــادرْنا الرياضَ و قلبُنا

................................. يتوقُ الى اللقيا جديدًا .. و يـــــأمل

و لكنْـما .. قد مزّق الحــلمُ ثوبَـــــه

................................ فمن عـــادةِ الأحلامِ .. أن ليس تكمل

....

اللاذقية شباط 2018

خالد ع . خبازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق