السبت، 2 سبتمبر 2023

الشاعر...محمد عصام علُّوش


 كان من عادتي منذ تقاعدتُ أن أهدي زملائي في التَّعليم أبياتًا تشدُّ من أزرهم في بداية العام

الدِّراسيِّ؛ ليؤدُّوا رسالتهم على الوجه الأكمل، وقد جادت القريحة هذا العام بهذه الأبيات:

يـقـولـون لـي هَـلَّا مَـــدَحــــتَ الـمـعـلِّـمـا  فـقـلْـتُ لـهُــمْ إنِّــي هَـمَــمْــتُ وكُـــلَّـــمـا

نـضَـدْتُ حـروفًـا قـصَّـرَتْ عـن مُـرادِهـا  فـمـا بـالُ حَـرفي كـلَّـما رُمْـتُ غَـمْـغَــمـا؟

ومـا بـالُ حَـــرفـي فــرَّ مِـنِّـي مـعــــانـدًا؟  وقـــد كــان طَـوْعَ الأمْـرِ فــيــمـا تـقـدَّما

فـكـيـف يحـيط الـشِّعـرُ بـالـنَّـجـمِ سامـقًـا  وبـالـبـحــرِ ذرَّ الـــدُّرَّ لــمَّــا تـكَــلَّــمــــا؟

وكـيْـف يحـيـط الشِّعـرُ بـالـعُـرْفِ باذخًـا  وبـالـجُـودِ والإحـسـانِ سَـــيْـلًا عَـرَمْـرمـا

هـو الـقـدوةُ الـغــــرَّاءُ فـي كـلِّ مَـوْطـنٍ   بـه يُــقـتَـدَى في الـمَـكْــرُمـاتِ مُـعـظَّــمـا

هو المَشعـلُ الـوَضَّاءُ مـا كـان يَـنـطـفي   يـظـلُّ مـنـيـرًا فـي الـبـلادِ وفـي الحِـمــى

كـــأنَّ بــه زيْـــتًـا يـغــــذِّي عــطــــاءَهُ  ويـمـضي بـه في مَـهْـمَهِ الـنَّـفـسِ بَـلْـسَـما

يـجـود ويـعـطي لا يـمَـــلُّ ولا يَــنــــي  كغيْثٍ على الأزهارِ في الرَّوْضِ قد هَمى

فـأيـقـظَ فـيــهـا عِـطـــرهـا وطـيـوبَـهـا  وأذكـى بـهـا شَـهْــدًا إلــيــهِ قــدِ انــتـمــى

يعـود إلـيـه الـفـضـلُ فـي كـلِّ جــانـبٍ  فــلـــولاه مــا كــان الـطَّــبــيــبُ تــعَـلَّـما

ولـولاه مـا كـان الـمـهــــنـــدسُ بـانـيًـا  ولا كـــان فـــذٌّ فــي الــبـــلادِ تــســنَّــمــا

ولا كـان إبـــداعٌ يــنــيــــر فـضــاءَنـا ولا قَــدْحُ فِـكْـرٍ صار في الـكـون مَـعـلَـما

إذا اعــتـــــزَّ مُـعــتــزٌّ بـإنـجــازِ آلـــةٍ   فـــإنَّ وراءَ الــمُـنــجـــزيـــن الــمُـعـلِّــمـا

تـعـهَّـد أنْ يـرعـى الـعـقــولَ بـجـهـدِهِ   وسـار بـهـا نـحــو الــمـعــالي مـصـمِّــمـا

وآلى بـألا يـســتــكــيــنَ مُـصــابـــرًا  لــيُــغْــدوَ نــبْــتٌ قـــد ســـقـاه مـتــمَّــمـــا

وكان كما الفرسان في ساحةِ الـوغى  وقـد هـاجَـمَ الجـهْـلَ الـمُـركَّـبَ ضَـيْـغَــمـا

كـأنَّ إلــــهَ الـخــلْــق لـــمَّــا أحــالــه  إلـى مِـهْــنــةِ الــتَّــعــلــيـمِ أهــداه مَـغْـنـما

لِـيـسـمُـوَ بـيـن الـنَّـاسِ دومًـا بـذِكْـرِهِ  ويـضْـحى عــزيـزًا بـيـنـهــمْ ومُـكَـــرَّمــا

فـيـامَـن أردتُــمْ لــلــبــلادِ تـــقَـــدُّمًـا  ورِفــعــةَ شــأنٍ كــيْ تــعِــزَّ وتــســلَـــمـا

أعـيـدوا إلى الـتَّعـلـيـمِ سالفَ عـهْـدهِ  يَــعُــدْ لــكُــمُ الـمـجــدُ الــتَّــلــيــدُ مـقـدَّمـا

فـما حَـطَّ  مِـن قَـدْرِ الـمعـلِّـم جاهـلٌ  وإلَّا ورُكْـــنٌ فــي الــبـــلادِ تـــهــــدَّمــــا

ويـاربّ بـارِكْ بـالـمـعـلِّـمِ مخـلِـصًا فــــإنَّ إمـــامَ الـــرُّسْـــلِ كــان مُـعَــلِّــمـا

محمد عصام علُّوش

17/صفر/1445هـ

2/أيلول/2023م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق