الخميس، 2 يناير 2025

شعر..محمد عصام علُّوش


أطلَّ هذا العامُ الجديد بوجهٍ مختلفٍ عن الأعوام السَّابقة، فجاء بالنَّصر المؤزَّر، والبِشْرِ الطَّافح، والفأل الحسن بفضلٍ من الله تعالى، فكانتْ هذه الأبيات بعنوان: (أقبِلْ ببِشْرِكَ طافحًا يا عامُ)

أقْبِلْ ببِشْرِكَ طافحًا يا عامُ

فلقد تبدَّى ثغرُكَ البسَّامُ

أقبِلْ بأطيافِ الهناءِ تزورُنا

في يقظةٍ طالتْ بنا الأحلامُ

أقبِلْ كنُورٍ الصُّبحِ يجتاحُ الرُّبا

في بُرْدِهِ الخيراتُ والإنعامُ

أقبِلْ كنَوْرِ الرَّوْضِ يرنو للضُّحا

متفائِلًا بالصُّبحِ ليس ينامُ

أقبِلْ وهلِّلْ بالنَّشيدِ مُجلْجِلًا

في هِمَّةٍ تشدو بها الأنغامُ

واهتِفْ بملْءِ الثَّغرِ لا تخشَ الأذى

"اللهُ أكبرُ" خرَّتِ الأصنامُ

تاقتْ لأنسامِ الرَّبيعِ نفوسُنا

تشذو فتفرحُ بالشَّذا الأقوامُ

تاقتْ لضِحكةِ طفلةٍ وصبيَّةٍ

ولبسمةٍ تأتي بها الأيَّامُ

وخريرِ ساقيةٍ يُراودُ ماءَها

أيْكٌ بحقْلٍ شفَّه الإحجامُ

تاقتْ لتغريدِ البلابلِ بعدما

خرِسَتْ كأنَّ نشيدَها إجرامُ

تاقتْ لغيْمٍ بالعطاءِ مُكلَّلٍ

وبوَدْقهِ تتحمَّمُ الآكامُ

تاقتْ لإنصاتِ السَّماعِ لسورةٍ

يتلو هُداها قارئٌ وإمامُ

يا عامُ قد أقبلتَ بعد تماهُلٍ

من بعدِ ما جفَّت بنا الأقلامُ

كم كان يَعرونا الأسى ويَؤزُّنا

نحو التَّشاؤمِ كالرَّدى الآلامُ

كنَّا على وشْكِ انهيارٍ كاملٍ

وكأنَّنا عند الورى أرقامُ

لمْ يَبقَ في الكوْنِ الفسيحِ قُلامةٌ

فيها لنا في العالَمين مَقامُ

والظُّلمُ يعلونا بسَوْطٍ  قاهرٍ

وكأنَّنا في عُرْفهِ الأنعامُ

ماذا أحدِّثُ عن عِجافٍ أطبقتْ

مِثلَ الرَّحى فوق الصُّدورِ تنامُ

ماذا أحدِّثُ عن مآسٍ أجهضتْ

فينا المُنى وكأنَّها أحكامُ

كانت كوابيسًا يطولُ بها المَدى

وكأنَّما أنفاسُنا أوْهامُ

لكنَّما للهِ في أقدارهِ 

شأنٌ فجئتَ مغرِّدًا يا عامُ

محمد عصام علُّوش

(من ديواني غير المطبوع سِفْر الثَّوْرة السُّوريّة)

29/جمادى الآخرة/1446هـ ـ 30/كانون الأوَّل/2024م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق