السبت، 28 أكتوبر 2023

طوفان الأقصى...الشاعر حسن منصور

 طوفان الأقصى

=============------------ الشاعر حسن منصور

************

اللهُ أكـبـــرُ وَابْـتَــدا الطّـوفـــانُ || والمـسجِـدُ الأقْـصى هُـوَ الـبُركانُ

حِـمَـمٌ تَـدَفَّـقَ سَـيْلُهــا مِـنْ بـابِـهِ || وَمَـضَــــتْ فــلا دَنَــسٌ وَلا أدْرانُ

حِمَـمٌ يُطَهّـرُ أرْضَـنا طـوفـانُهـا  || وَيُـعـــيـدُهـا بِـنَـقــــائِـهـــا تَــزْدان

تَــنّــورُ نــوحٍ فــارَ مـــاءً إنَّمـا  || تَـنّـــورُنـا فـارَتْ بِــه الـنّــيـــرانُ

سَـيْلٌ وَطـوفـانٌ وَفَــجْــرٌ بـازِغٌ || مَـنْ كانَ يَحْـلُـــمُ أنّـهُ الـطّـوفــان؟!

حَـرَقَ الشّـوائِبَ كُلَّها وَهَـــديرُهُ || هَــشَّـتْ لــهُ الآكـامُ وَالـقــيـعــانُ

أمْـواجُــهُ صَـخّـــابَـةٌ وَالـفُـلْــكُ || تَجْـري فَـوْقَهـا وَأُسودُنا القُــبْطانُ

حِمَمٌ كَأنَّ الشمسَ قدْ قَـذَفَتْ بِها  || مَـطَــراً يُـدَمِّـرُ مـا بَنى الشّـيْـطان 

وَالفَجْـرُ أشْـرَقَ بَغْــتَةً فَـكَأنّـما  || يّـــــوْمُ الـحِـســابِ أتـى وَآنَ أَوانُ

واللهُ أكـبرُ بِالبَـنـادِقِ زَغْــرَدَتْ || وَشَـدَتْ بِهــا الأفْـــواهُ والوِجْـدان

في مَشْهَـدٍ لمْ يَعْـرِفِ  التاريخُ  || شـيْئاً مِـثْلَــهُ أوْ يَشْهَـــدِ الإنْســــان

 يومٌ سَـيَـبْـقى مَعْلَــماً وَمَـنـارَةً || وَبِـنـورِهِ يَسْـتَـرْشِـدُ الـفُــرْســـــانُ

 يوْمٌ أزالَ عَـنِ العُيونِ غِشاوَةً || فَــبـدا لــنـا أنّ الـعَـــدُوَّ جَــبـــــانُ

لكِــنَّـنـــا كُـــنّــا نَـفِــــرُّ لِأَنَّــهُ  || يـوحي لَـنا بِالخَـيْـبَـةِ السُّــلْـطـــانُ   

وَبِغَـيْـرِ  إعْــدادٍ نَسـيرُ وَراءَهُ  || فَـمَـصيرُهُ وَمَـصـيـرُنـا الـخِـــذْلان      

حـتّى أَتى أبْطالُنا يَسْعَـوْنَ في  || طَلَــبٍ الْعُـلى يَحْــدوهُــمُ اطـمئنان  

تَرَكوا وَراءَ ظُهورِهِمْ دُنْيا الفَنا ||  ءِ إلى الخُــلـودِ تَقـاطَـرَ الــرُّكْبان 

واللهُ ثـبّـتَـهُــمْ وَسَـدّدَ رَمْـيَـهُــمْ || لمْ يَفْـشَلـوا في سَعْــيِهِـمْ أوْ هـانوا

أبْطالُ غَــزَّةَ لِلْجِهــادِ تَسابَـقـوا || وَمَـضى بِـهِ الآبــاءُ وَالــوِلْــــدانُ

دَكّوا الحُصونَ وَزَلْزَلوا آساسَها|| فَـتَـقَـلْـقــلَـتْ وَانْهَـــدَّتِ الأرْكـان 

وَقَضَوْا عَلى أُسْطـورَةٍ وَهْـمِـيَّةٍ || قــدْ شَـطَّ في تَرْويجِها الإعْــلانُ                  

هذا هوَ (الجَيْشُ الذي لا يُقْهَـرُ) || فجُــنـودُه عـندَ الـلِّـقـا جِــــرْذان

لا يَجْرُؤونَ على مُواجَهَةِ الأسو || دِ وَطَـبْعُـهُــمْ  أنَّ الفَـــرارَ أَمانُ

إنّ السِّـلاحَ معَ الجَـبانِ لَعـاجِــزٌ || لا الكَـفُّ تَسْـنِـدُهُ وَلا الإيـمـــان

لجَأوا إلى هَدْمِ البُيوتِ فَخَصْمُهُمْ || سُـكّانُهــا الأطْــفــالُ وَالنِّـسْوانُ 

لكنَّهُـمْ لـنْ يَهْـدِمـوا تَـصْـمـيمَـنا  || بلْ زادَ تَـرْسـيخـاً لــهُ العُــدْوان 

وَجُـمـوعُـــنـا بَـنّــاءَةٌ وَنِـسـاؤُنا  || وَلّادَةٌ، وَبِــــلادُنـــــا بُــسْــتــان

وَلَنا الغَـدُ المَرْجُـوُّ وَهْوَ حَقيقَـةٌ  || جــاءَتْ بِهــا الــتّـوْراةُ وَالقُـرآن

وَيُراهِنونَ عَلى السِّلاحِ وَيَعْلمو  || نَ مَـعَ الحَـقـيقَةِ لا يَصِحُّ رِهــانُ   

ليْسَ السِّلاحُ وَلا الرِّهانُ يُفيدُكُمْ  || مَهْـما جَـرى حَـدَثٌ وَمَــرَّ زَمان 

 أنّى لَكُـمْ مُسـْتـقـبَلٌ في أرْضِنا  || وَالأرْضُ تَلعَـنُكُـمْ  كَمـا السُّكّـان؟!

فَلتَرْجِعوا مِنْ حَيْثُ جِئْتُمْ وَاخْسَأوا|| فَلقَـدْ فَشِلـتُمْ وَانْجَـلى الـبُرْهــانُ 

جِئْتُمْ لُصوصاً طامِعينَ، وَخائِبيـــ  || ــنَ سَتَرْجِعونَ فَليْسَ ثَمَّ مَـكانُ.                          

 *******************************************************************

الشاعر حسن منصور

من المجموعة الرابعة عشرة، ديوان (القوافل) ص 30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق