الاثنين، 18 يناير 2021

قصيدة ( مواكبُ الأحزان )بقلم الشاعر.. يحيى عبد الفتاح


 قصيدة ( مواكبُ الأحزان )


هاتِ ألواحَكَ واصدحْ بأسفارِ الرواحِ


أيـها  الراهـبُ  واتلُ  تناهيدي


وسلْ مواكبَ الأحزانِ من أي صوبٍ


أتـت  وكيـف  بدلـت  أغاريدي


هل كُتِبَتْ في ألواحِك هذي الجراح


قدر  يسكبُ  الحزنَ  في  قصيدي


ما  قضينا  ساعةً  في  لقيا  الصباح


وقضينا  العمرَ  في  ليلٍ  وصيدِ

.........      ..........       ............

أيها الراهبُ أقمْ صلاةَ الوجدِ


فما الفرحُ إلا وهمٌ يعتريكْ


لا تبالي بالصبحِ إن الليلَ


قدرٌ  من  ميلادِك  يحتويكْ


ومواكبُ الأحزانِ تسري تحجبُ


النورَ  قسراً  عن  ناظريكْ


ليت  شعري  أين  منها  المفرُ


وهي في  الأيامِ  خلٌ  وشريكْ

.........      ..........     ...........

يا ساعةً  من نعيمٍ  أين  أنتِ


أين  حلمي  ورجائي  ودعائي


يا ساقيَ  الحزن  ملأتَ  كأسي


حنانيكَ  إني  تجرعتُ  شقائي


يا ساعةً  من هناءٍ  كيف هنتِ


على  أقداري  وبدلتِ  غنائي


ما قامت  في حياتي ليلةُ عرسٍ


إلا  ولملمتُ النجومَ من سمائي

.........        .........     ...........

مليكتي كيف هانَ على من هالَ


الترابَ رقيقَ المحيَّا وثغراً عذوبْ


أتى  بنورِ  الصبحِ  ومضةً  وراحَ


الموتُ  محلقاً  به  في  الغيوبْ


آه من  عبثِ  الأقدارِ بقلبي


يصطلي النارَ وينتظرُ فجراً كذوبْ


أنَّى لذاكَ النور يوماً أن يعودَ


ألقاني غريباً ومضى في الغروبْ

.........      ..........      ............

قصِّي على الخالدينَ حكايا هوانا


واتلِ قصائدي في الخلدِ ألحانا


وقولي  بأن  الثريا  أنارت


لنا  الليلَ  فاحتوانا  حنانا


ثم  نادى  المنادي  فاعترانا


طائفٌ  من  وهجٍ  لافِحٍ  رمانا


في غياباتِ الموتِ نحتسي نارَ


البعادِ  وتصطلي منها  حشانا

...........       .........     .........

أيها الراهبُ قمْ واصدحْ بألمي


وتأنَّى  عندما  تتلو  القصيدْ


فيه  ذكرياتي  وقلبي  ودمي


وعمري  الذي  اشتاقَ  البعيدْ


رُبَّ قافية سَرَتْ  فأَسْمَعَتْ همِّي


لمن  راقَ  لها  سكنَ  الخلودْ


أنَّى  لمواكبِ الحزنِ أن تمضي


وأنَّى لساكنِ  القبرِ  أن  يعودْ


       بقلمي ( يحيى عبد الفتاح)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق