الأحد، 25 يوليو 2021

(عـيني تُـؤَرّقُني) بقلم الشاعر... عبد العزيز بشارات


 ________(عـيني تُـؤَرّقُني)________


عَـيـني تُـؤرِّقُـني تـبـكي عـلـى وطـني..

مــذ فـارقَـتني طـيورُ الـشّدوِ والـشجن

قــالــت مــودِّعــةً لا تــخــش ضــائـقـةً

هــذا الـتـرابُ بــأرض الـطـهر لــم يُـهـن

ضاقت بنا الأرض والأغصانُ قد يَبِسَت

وجـــفّ يَـنـبـوعُها مِــن سـالـف الـزَّمَـن.

مـــا عـــاد فـيـها أنـيـسٌ كــي يُـسـامِرَنا

أو عــاد فـيـها جـلـيسٌ حَــطّ فـي فَـنن

فـانظُر رحـابَ الـحمى ضـاعت ملامِحُه

كـــأنّــهُ ســلــعـةٌ بــيـعَـت بــــلا ثَــمــن.

والـبـحـرُ سُــجّـر نـــاراً رغـــم سَـطـوتِه

الــقـى بـأمـواجِـه جَـمـراً عـلـى الـسّـفُن

أرخـى سدولَ الرّدى في الليلِ موحشةً

فــوق الـروابـي وفــوقَ الـرّملِ والـمُدُن

وأعـــلــنَ الــصـخـرُ مُـغـتـاظـا تَــمَــرّدَه

يُـحـطّم الـقـيدَ لــم يـخـضع ولــم يَـلـن

وهـــبّــت الأرضُ كــالإعـصـارِ مــائـجـةً

تُـعـانـدُ الــريـحَ فـــي الــسّـراء والـعَـلن

نـــــادت بـراكـيـنَـهـا فـاسـتـلّـها حِــمـمـاً

وحــشُ الـبُـطولة لــم يـغفَل ولـم يـخُن

هـــذي فـلـسـطينُ لا تَـخـتـلّ سَـطـوتُـها

ولــــن تــهـونَ أمـــامَ الـقـهـر والـمِـحَـن

ظـنّـوا وقــد كَـذبـوا أنّ الـخُيولَ غَـفت

فـسـارعوا لاسـتـلابِ الـسّـرجِ والـرّسَـن

بـــنَــوا قـــلاعــاً وأوهـــامــاً مُــزيــفـةً.

وزخــرفـوهـا بــوجــهٍ طَــيــبٍ حَــسـن

لـكـنّـهـا لــــم تُــجــذّر حـيـنـمـا نَــبَـتـت

فـأصـبحت حُـلُـما فــي الـنَّوم والـوسن

لا لـــن تـَبـيـعَ أســـودُ الــغـاب مـوطِـنَها

حــتـى تُـلـفّـع تــحـتَ الأرضِ بـالـكَـفَن.


==================


عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/ فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق