الخميس، 22 يوليو 2021

* نزفٌ يُهرقُهُ الحمق *بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * نزفٌ يُهرقُهُ الحمق *


أليسَ الّليلُ يُجليهِ الصباحُ

وإنَّ الجدَّ يحدوهُ النجاحُ


ولكنّا بهذا الّليلِ صرنا 

نعدِّدُ أو تُعدِّدنا الجراحُ


يطيرُ الوردُ في أرضِ البغايا 

وفي أرضي تطايرتِ الرماحُ


ويعزفُ عندهم لحنٌ طروبٌ 

ويلعبُ في مُخيّلتي الصياحُ


تموتُ بلابلُ البستانِ طرًا 

ويخلفُها من الشجوِ النباحُ


خرابٌ قد تكوّمَ واضمحلت 

عيونُ الماءِ وانكفأ الصلاحُ


وغابت شمسُنا دهرًا وأمسى 

نفيرُ القومِ ينقصُهم فلاحُ


أيادي الدهرِ لاتُعطي كثيرًا

أيادٍ في تزوّدها شحاحُ


يدورُ بسرعةٍ للحربِ قطبٌ

ويزرعُ في جُنينَتنا السلاحُ


ولم نعرف سوى الغزواتِ تُتلى 

ويُتلى في مسامعِنا اجتياحُ


وإن قالوا بأنَّ الحربَ فرضٌ 

فما طُلبَ الجهادُ بل النكاحُ


فلم نملك سوى اسمٍ فقيرٍ

غنيٌ الدمِّ مهترئٌ نواحٌ


على راحِ الأهاتِ ضربتُ كفّي 

على أهلٍ عزازٍ فيه راحوا


يضيقُ القلبُ لمّا لم أجدهم

فلا يُلقى بُعيدُهُمُ انشراحُ


وإن يجرِ سفينُ البغي بدًّا

فإن الموجَ تدفعُهُ الرياحُ


نُهِلُّ الدمعَ من قرحِ المآسي 

وترقصُ فوق أنَّتنا الملاحُ


فمنغلقٌ على الزيناتِ دهري 

ودونَ الزينِ يُنعشُهُ انفتاحُ


لما قد مجّ من دنفِ البلايا 

فيولدُهُ التلوّثُ والسفاحُ


من المنبوذِ معتزٌّ بنسلٍ

فقد ملأوا فيافيِّ وساحوا


فذلَّ الحاكمون ومنتميهم 

على أيدٍ لهم كُشِفَ اللقاحُ


فما ملّوا مضاجعةَ الاعادي 

فمرحى إذ لهم يُعزى انبطاحُ


تجلّى الحقُّ من بينِ الثنايا 

وزالَ الزيفُ وانكشفَ الوشاحُ


كفى صمتًا فقد طفحت جراحٌ

فهذا الصدعُ يرتقُهُ الكفاحُ


فلا في النازفينِ هنا جناحٌ

إذا قاموا ليرفدهم جناحُ


ويطحو الآثمونَ فلا نبالي 

إذا طحنا أو الأعداءُ طاحوا


سيُقطعُ قرنُ أعورِهم فيذوي

ويُكبحُ في تجهِّمهم جماحُ

 

نزيحُ الآبقينَ وفي افتراءٍ

كما أهلُ العدالةِ إذ أزاحوا


وما يجري من اللأواءِ إلا 

فعالُ الآبقينَ وما استباحوا 


وإن عشنا بهذا الليلِ دهرًا

فذاك الضوءُ ينجبُه الصباحُ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ ٢٢/ ٧ / ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق