الثلاثاء، 20 يوليو 2021

* تجهّم*بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * تجهّم*


بجوفِ عيني هنا قد ساءني الودقُ

عندي استقرّت هنا الاوصابُ والمزقُ


سهمٌ رماهُ زمانٌ في الصبا وأنا 

أنأى فهلَّ وقد ادهى بي الطلقُ


حمّلتني بوصابِ الهمّ تكلفةً

حتى أُصبتُ وأوهى في الشجى العنقُ


هناكَ فلا من مطفئٍ ولقد 

نالَ الطموحَ وقلبي ظلَّ يحترق


أعدِّدُ النائباتِ السمرِ في جلدٍ

يرمي الزمانُ بنصليها فتخترقُ


حتى تركتُ شرابَ الشايِ من زمنٍ

لكن فشلتُ فزادَ الهمُّ والأرقُ


يُقلِّبُ الدهرُ أيامي وينثرُها

طارت سنوني وطارَ البندُ والورقُ


من كوّةِ الموتِ ينمو برعمٌ غرست 

له النصولُ فأمسى منه ينبثقُ


لكن وجدّتُ بجنبِ الريشِ فاختتي 

غنّت طويلًا فلا بالموتِ تلتحقُ


فليخلفَنَّ غرابُ البينِ أيكتَها

حتى يُغنّي فمرحى صوتُهُ النزقُ


في النائباتِ بلايا الدهرِ تحرسُنا 

تبدو كليلٍ فيحمي دجنَهُ الغسقُ


أملي الدلاءَ بغورِ الماءِ في ظمأٍ

هذا الفراتُ فأينَ الطينُ والزلقُ


يعلّقُ الذئبُ أصوافَ الخرافِ هنا 

ويقضُمُ الدهرُ من جاؤوا وقد علقوا


من المواثيقِ أعطى الذئبُ نعجتَهُ 

مدَّ القطيعُ رقابَ الكلِّ إذ وثقوا


ليسوا بأحرارَ مالم يُعتقوا سلفًا

لكنّهم بنيوبِ الذئبِ قد عُتقوا


قد يَفتحُ الحظُّ عند البؤسِ بؤبأَهُ

لكنّهُ في خضمِّ الخيرِ ينغلقُ


أو يجمعُ الوهنَ من منحوسِ قادمِها 

ويُثبتُ الخورَ حتى حين يفترقُ


قد أشرقَ النحسُ لمّا عبعبت زمرٌ 

ثم استتبوا فضاعَ السطحُ والأُفقُ


هاتوا الصواعَ فقد أمست بضاعتُكم 

تُلقي الصواعَ على أكتافِ من سرقوا


هذا الركامُ لسينٌ شاهدٌ فبه 

قومٌ على الحقِّ توّاقون لو نطقوا


يبقى الخوالفُ سكرانيين أجمعُهُم 

تلك الحذاءُ لأهلِ الختلِ قد لعقوا


إلا الكفاةَ وأهلَ الصدقِ قد فرشوا 

جزءًا من الروحِ كي لا يهلعَ القلقُ


أُخيّطُ الجرحَ من روحي فأرقعُهُ

حتى مللتُ إذاما خطّتُ ينفتقُ


من منفذِ الموتِ لم أبصر، هناك كرًى 

منذُ الولادةِ مرهونٌ بنا الرمقُ


إلا المُقلّين من بعضِ الحياءِ بها 

مثلَ الحميرِ إذا ما حُمّلوا نهقوا


يُرجرجُ الموجُ قشًا ثم يركمُهُ 

والسارقون برجِّ المالِ قد غرقوا


سنُّ الولاة يعضُّ اللحمَ من شرهٍ 

فوقَ الرعيةِ يعلو بيرقٌ حمقُ


من ألف ألفٍ شرابٍ نخبُهُ خدعٌ

هذا الشرابُ فمن أضناهُمُ العرقُ


هذا الشراعُ فلم يدفع سفينتَنا 

والراكبون بازميلِ الغوى خرقوا 


ذقتُ الأمرّينِ في دنيا تعرقلُنا 

عرّى العراةَ ويُكسى السمجٌ والملقُ


حتى ملأتُ دلائي من جوى أُسُنٍ

كأسُ القراحِ إذا أُفعمتُ ينهرقُ


طافت وأمست مع الأيامِ شكوتُها 

وكبكبَ الفألُ حتى فرَّ لي العبقُ


وطبّق النكصُ والاسرافُ فتوتَهُ

وسبسبَ الهمُّ لمّا أترعَ الطبقُ


وفلّقَ الليلُ والديجورُ أَسطعَنا 

وقُلّبَ الكربُ والاجزاءُ والفلقُ


هذا التجهّمُ فى وجهِ الذينَ هُمُ

نسلُ الشياطينَ في آمالِنا بسقوا


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين ١٩ / ٧/ ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق