الثلاثاء، 27 يوليو 2021

☆《ماذا سأكْتُبُ؟》☆بقلم الشاعرة سعيده باش طبجي


 قصيدة كتبتُها  في أيام العيد◇ و شحنتُها بكل الوان الالم و التّناهيد◇ و ختمتُها بامل فيّاض في يوم موعود مشهود ◇ تعود فيه تونس حرّة غضّة غرّاء كالزّهر الأماليد◇ فهل ترى الأمل يتحقق فعلا فينتصرُ الشُّمُّ الصّناديد◇ على غدر الرّعاديد؟ ◇:

              ☆《ماذا سأكْتُبُ؟》☆

ماذا سأكتُبُ في عيدٍ بلا عيدِ

والقيْدُ في مِعصَمي والحَبْلُ في جِيدي؟


ماذا سَأكْتُبُ  في عِیدٍ بلا شِیَمٍ

ضَاقتْ بِهِ نَخْوَةُ الشُّمِّ الصَّنادِيدِ؟


عَاثَ الوَبَاءُ بِهِ و اسْتُنزِفَتْ هِمَمٌ

و اسْتَأْسَدتْ فيهِ أذْيالُ الرَّعَادِيدِ


ماذا سَأکتبُ و الآفاقُ قدْ نَفَقَتْ

و تُونسُ الأنْسِ تَصلي نارَ تصهِيدِ.؟


و الكونُ  يَدمَی و أعناقُ المُنَى ذُبحتْ

و الجَوْر  قد مَارَ  مُرًَا  في الأخاديدِ


ماذا سَأكتُبُ و الأفْراحُ قدْ رَحَلتْ

و استَوْطنَ الصَدرَ بَحرٌ مِنْ تنَاهِيدِ


و ضَاقتْ الأرضُ بالأوْصَابِ ما رَحُبَتْ 

و أجْدَبَ العِطرْ في الوَردِ الأمَاليدِ


والطَیرُ في أيْكِهِ المَحمُومِ في غَبَنٍ

و الشَهْدُ أضْحَى مَرَارًا في العَناقيدِ


هَذِي المَشَافِي و قَد صَارتْ مَنائحَ لَا

مَنْ سَوفَ یُنْجِدُها مِن  لیْلِ تسْهِیدِ


و یُسْبِلُ النُّورَ  و الرَّیَّا عَلَی  جَسدٍ

یَهفُو  إلی لَمْسَة منْ کَفِّ تَضْمِیدِ


و الذَّارِفُونَ أذًى و المُحتَسُونَ قذًی

و الطَّاعِمُونَ مُدًى مِنْ كَفِّ كُوفِيدِ


يُوِاعِدُون الرَّدَى ...و الرُّعبُ يَمْضُغُهُم

و دَولةُ الموْتِ کالصُّمِّ الجَلامِیدِ


تَربَّعوا فَوْقَ عَرشِ الجَوْرِ و امْتَشَقُوا

خَناجِرَ  الغدرِ  فِي ثوْبِ الأجَاویدِ


تَسْري سُمُومُ الرَّدَی مِن شهْدِ مِقْولِهِم

و یَرتدُون قِناعَ الدِّینِ والجُودِ


يُعاقرُونَ دِماءَ الشّعبِ في نَهَمٍ

و یَعقِرُونَ  الأمَانِي عَقْر عرْبیدِ 


و یسْرقُونَ الحَیَا منْ  غیْمةٍ نزَفَتْ

و يهْرِقونَ سُلافاتِ الأغاريدِ


ضاعَتْ مَرابعُنا.. مَنْ سوْف يُرْجِعُها

قَدْ غالَها  غُولُ حُكّامٍ  نَمارِيدِ


مَاذَا أقولُ  لأفْياءِ  بلَا وَطنٍ

بِيعَتْ بلا ثَمنٍ فِي سُوقِ تبْدِيدِ؟


مَاذا أقولُ لأیتَامٍ بِلا سَندٍ 

غِيلَتْ بَراءَتُهُم فِي فَکِّ نَمْرُودِ؟


بَكَى مِدادِي و شَبَّت نَارُ قافِيتِي

و أخرَسَ القَهرُ فِي عِیدِ الأسَی عُودِي


أصبَحتُ أخْجلُ منْ حُزْني ومنْ وَجَعِي

و مِن أسًی بِدَمِي یَحيا بتنْهيدي


ومنْ قذًی بعُیُوني یسْتَبِي أمَلي

ومن وسَادِ سُهادي یَسْتَبِي  جِيدِي


 ياليْتَنِي كُنتُ  إعصَارًا  یُدَمِّرُهُم

 فینْسِجُ الکَونَ طُهرًا كفُّ تَجْدیدِ


أو كُنتُ تَعوِيذَةً  أحمِي بها وطنِي 

مِن سُقمِ كوُفِيدَ فِي حُكْمِ الرّعاديدِ


أو سِحرَ هارُوتَ أو مارُوتَ یَحبِسُهم

في قُمْقمِ من لهیبِ الجمْرِ مرصُودِ


لکنّني الیَوْمَ لَا نُورٌ یُعَمّدُني

و لا انْتِصارٌ بیوْمٍ فیهِ مشْهُودِ


و لا سُلافةُ آمالٍ  تُواعِدُني

بنشْوة النّصرِ في شوْق المَواعیدِ


و لا قَوَافٍ ترُُمُّ الشّرخَ فِي قلَمِي

و تنْفحُ الثغْرَ طيبًا  منْ زغاریدِ


ما عادَ یرتٍقُ  فَتْقا فِي جَوارِحِنا

و لا یَرُدُّ  دُرُوبَ التّیهِ في البِیدِ 


إلَّا رِعایَةُ رَبٍّ  قَادِر صَمَدٍ  

و نَخْوةٌ في ضُلُوعِ الشُّمِّ و الصِّیدِ


و جَذْوَةٌ في شَبابٍ طافحٍ أملًا

سَيزْرعُ  النّورَ  فِي أفْيائنا السُّودِ.☆☆☆


                    《سعيدة باش طبجي☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق