السبت، 17 يوليو 2021

الـضَّعـفُ الجـمـيـل.. بقلم الشاعر..بشير عبد الماجد بشير


الـضَّعـفُ الجـمـيـل

 ***

لـــم يَــعُـد بَـعْـدُ بـيـننا مــا يُـقـالُ

أَرْهَــقَ الـقـولُ شِـعْـرَنا والـخـيالُ


أَيّ شـــيءٍ ولــم نـقُـلْهُ أَجـيـبي

نــحـنُ قـلـنـا وأَيــنَ مِـنَّـا الـمـقالُ


شَــرْقُـهُ غَـرْبُـنـا ونــحـنُ حَـيـارَى

هَــدَّنـا الـسَّـيْرُ واعْـتـرانا الـكَـلالُ


كـلَّما نـحنُ فـي الـطَّريقِ مَـضيْنا

سَــخِـرَتْ مـــن مُـضِـيِّنا الأَهْــوالُ


أَنـــا أَهــواكِ.. قـلـتُ أَلْـفـاً ولـكـن

عَــذَّبَــتْـنـي بِـــدَربِـــكِ الأَقـــــوال


لــم أَجِــدْ مـصْغِيَاً سـوايَ وعـفواً

مــا أَرَدْتُ الـمـلامَ وهْــوَ الـمُحالُ


كــيـفَ لَـوْمـيكِ يــا نَـجـيَّةَ قـلـبي

وهْــوَ فــي الـلَّومِ زاهِـدٌ مـا يـزالُ


إِنَّــمــا رُمــــتُ أَن أُبَــــرِّرَ بُــعْــدي

عـــــن أَمــــانٍ عَــصـيَّـةٍ لا تُــنــالُ


عـشْتُ مـن أَجـلها أُراقـبُ نَـجماً

فـــي ســمـاءٍ قـريـبُـها لا يُــطـالُ


خَـدعتْني الـنُّجومُ واحتارَ طَرفي

واسْـتَـبَدَّتْ بــهِ الـلَّـيالي الـطِّوالُ


كـلَّـمـا لاحَ فـــي دُجــاهـا بَـريـقٌ

قــلـتُ هـــذا .. وخــابـت الآمــالُ


واسـتَـثارَتْ دمــوعُ عـيـنيَّ لَـحْناً

أَرْهَــفَــتْــهُ ضَـــراعَـــةٌ وابْــتــهَـالُ


ثــمَّ لا شـيءَ بـعدَ ذاكَ وأَمْـضي

فـي دُروبٍ يـموتُ فـيها الـسؤَالُ


كـم تـهاويتُ فـي قـرارِ جحيمي

تَــتــحَــدَّى إِرادَتـــي الأَغْـــــلالُ


لاهِثُ النَّبْضِ بين جنبيَّ يُصْغي

لِـصَـدَى الـصَّمتِ كـثَّفَتْهُ الـظِّلالُ


أنــا أَهـــواك والـمـنـى لا تـــزالُ

وأَخــافَ الــفُـؤَاد مــنِّـي الـمَـلالُ


بِــتُّ أَخـشاهُ حـين طـالَ لـقائِي

بـكِ دَهْـراً وغابَ عـنَّـا الـوصـالُ


فــاعْـذريـنـي إِذا نــأَيــتُ فــإِنِّــي

شــاعِـرٌ فـــي دمــائِـهِ الارتِـحـالُ


نــحـوَ آفـــاقِ عـالَـمٍ فـيـهِ أَفْـنَـى

أَنــا وحـدي ولـلـجِـراحِ انْــدمـالُ


أَرتــوي بـالسَّرابِ يُـفعِمُ كـأْسي

وأُنــــادي ويَـسْـتـجيبُ الـجـمـالُ


وأُغَـــنِّـــي إِذا تـــأَجَّــجَ وجْـــــدي

أَيُّـــهـــا الـــحُـــبُّ إِنَّـــنــي لا أَزالُ


 مـثـلما كـنتُ  فـي الـقـديمِ   مُـحِـبَّـاً

وقُـصـوري كـمـا عـلِـمْتَ الـرِّمـالُ


أَبْـتَـنـيـها وتَــهــدمُ الــريـحُ مـنـهـا

ثـــمَّ تَـبـقى وحَـسْـبيَ الأَطــلالُ


بــيــنَ أَنـحـائِـهـا أَجـــوسُ حَـفـيَّـاً

بِـضَـيـاعي وتَـنْـتَـشي الأَوصَـــالُ


هــكـذا يـــا حـبـيـبتي عـلَّـمـتْني

قـــصَّــةُ الــشِّــعْـرِ أَنَّـــــهُ يَــغْـتـالُ


لـيـسَ يَـنـجو أَسـيـرُهُ أَو يُـفـادَى

وهْـــوَ راضٍ وقــد رَمـتـهُ الـنِّـبالُ


فـاعْـذُريني يـظَـلُّ يـهـواكِ قـلبي

وعـلى الـبُعدِ فـيكِ يـحلو المقالً


لـيس لي عنكِ مهرَبٌ يا حياتي

أَنــتِ دُنـيـايَ والـهَـوى والـمـآلُ


أَنـــتِ أُنْـشـودتي وفـيـكِ بـيـاني

حــيـن يُـــروى بِـحـسْـنِهِ يَـخْـتالُ


فــاعْـذُريـنـي إِذا تــطــاولَ يــومــاَ

بـعضُ شـعري كـما رأَيـتِ خَـبالُ


كــلُّ مـا جـاءَ فـي الـقصيدةِ لَـغْـوٌ

كيفَ أَنْأَى وهل لَديَّ احتمالُ ؟؟


أَنــــا أَهـــواكِ والـمُـنـى لا تـــزالُ

وعـلـى الـدَّهـرِ بـيـننا مـا يُـقالُ .

***

بشير عبد الماجد بشير

السّودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق