الثِّقة بالنَّفس ___________________________البحر : الوافر
أترضى أن تعيشَ بلا أمانِ ___وتأخذكَ الظروفُ إلى الهوانِ
وما في الكونِ من خلقٍ يعاني ___ ولكن كلُّ ما يأتي لجانِ
يناسبُ ما يفكِّرُ فيه أصلاً ___ ويخرُجُ من حدودٍ للمكانِ
خيالُ المرءِ يسرحُ ثمَّ يقضي ___على وقتٍ إذا ما شاء دان
ليشغلَ كلَّ تفكيرٍ بماضٍ ___ فلا تطعِ المضيِّعَ للزمان
وثق أنَّ الحياةَ تسيرُ دوماً___كما تهوى ولستَ بها بهانِ
.....................
تعلَّم من تجاربِ كلِّ غرٍّ ___ ففي الأخطاءِ ما يهوي ببانِ
ومن كلِّ المساوئ في شخوص ___لك الأدبُ الَّذي فوقَ الدِّهان
وثق أنَّ الجهولَ بِه غرورٌ ___وكبرٌ عن سؤالٍ من مصانِ
فلا تذكر عيوباً في صديقٍ ___إذا ما كنتَ ترضى بالعيانِ
وفينا من عيوبٍ لا نراها ___وتخفى عن عيونٍ من حنان
أيا ستَّارُ فاستر كلَّ عيبٍ ___وجد بالعفو عن ذنبٍ لفانِ
...................
أراني لا أُجيدُ سوى ابتعادٍ ___عن الأزماتِ إن ضاقت بران
وأحلمُ أن أُعيدَ لها امتنانا ___ إذا درسٌ تهادى للجنانِ
فحمداً يا إلهي أن صدقنا ___بوعدٍ كانَ متروك العنان
ومن ثقةٍ بربِّ الكونِ خضنا ___معارك ضدَّ نفسٍ لم تعانِ
بنقصٍ كانَ في كلِّ البرايا ___وقد بعدت عن الهدي المدان
بكلِّ تخلُّفٍ يزري بقومٍ ___ وقد جنحوا لشرٍّ كالسنانِ
.....................
ألا إنَّ التفكُّرَ في علومٍ ___ سينسيكَ التَّأملَ في الدِّنانِ
فتشربُ كُلَّ سقمٍ من كبيرٍ ___فلا تُروى إذا جُهلت معان
فلا تيأس إذا تركت علومٌ ___ وذاقَ البعضُ من ظلمِ الجبان
ففي الأيامِ ما يجلو دفيناً ___ككنزٍ للنفوسِ بلا أوانِ
فحمداُ يا إلهي أن سلمنا ___ من الضَّعفِ المدمِّرِ للكيان
فصلِّ على الَّذي أحيا نفوسا ___ بهديٍ بات نوراً ، لا تعاني
..................
22 محرَّّم 1444 ه
20 أُغسطس 2022 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق