الأحد، 2 أكتوبر 2016

من دفتر الذكريات بقلم احمد مدحت جعفر

من دفتر الذكريات
خواطر عايشتها عند زيارتى لقبر والدى بعد فترة انقطاع غير قليلة
*********************************************************
هنا فى رحاب الموت حطَّت رواحلى
لأطرحَ أوجاعاً أَقَضَّتْ كواهلى
====
وأسمعَ لحنَ الأمن يسرى بأضلعى
يُمَوْسِقُ صيحاتِ احتياجى بداخلى
====
وأنجُوَ من جوعٍ يعربد فى دمى
بِمَصِّ ثُدِىِّ الرمل عبر أناملى
====
فقد ملَّ من طول التَّيَمُّم والصَّدى
ومن طول هجر من خطى المتثاقل
====
فجئت من الشوق المزلزل أمتطى
ركائب عُذْرٍ ما حجبن تواصلى
====
وأمطرته مزن انتحابى وضوءه
وريًّا مَرِيئًا من عيونٍ هَوَامِلِ
====
وما بِىَ شوق للتراب وإنما
أحن لنجم فى ثناياه آفلِ
====
أَحَلَّ دمى ليلا أصارعُ قُبْحَه
فيا قبح ليل ليس عنى براحل
====
تَمَثَّلَ فى عجزى وخوفى وحاجتى
وصَدٍّ من الدنيا يشل مفاصلى
====
وحقدٍ من الخلان يَذْكو أُوارُه
وسيلٍ جرافٍ من جحود المواصل
====
وكأسٍ دِهاقٍ من مكائدَ جَمَّة
وعهدٍ غدورٍ للمنافق قاتلى
====
أنا حين تلهو ريحُ هَمٍّ بخاطرى
ويجتاحنى خوفُ الردى من نوازلى
====
وأحتاج أيدى المخلصين تشدنى
تطل حدود القبر ترسم ساحلى
====
فأطْرَبُ من صوت السكون يهزنى
وتشدو على دوح الأمانى بلابلى
====
وتنتابنى رعشات صدق تذيبنى
تحطم أغلال الهوى والمعاول
====
فإن ضقت ذرعا بالورى وفعالهم
وألقى على الليلُ سُودَ الجدائل
====
فلا تنتظر حتى أواتيك والدى
وأَقْبِلْ بأحلامى وغسِّلْ جداولى
====
وبارك أحاديثى وبارك مطامحى
وَنَخْلِى وباركْ أغنياتِ خمائلى
====
وَعَطِّرْ مناماً كلما قد أتيتنى
تزغردُ دمعاتى وتزهو مكاحلى
====
وترقُص كلُّ الأمنيات بساحتى
على وقع أنفاسى وشدو عنادلى
====
ويصحو نسيمُ الحب عند تيقظى
فَأَلْثُمُ من وجدى عيونَ أناملى
======
ابنك الدكتور/أحمد مدحت جعفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق