يَـا فَـارِجَ الــهَــمِّ==========
أَسْلَـمْتُ عُمْرِي فَـلا أَبْـكِي عَـلَى أَحَـدِ
وَ لِـلـــزَّمَـــانِ تَـصَـارِيــفٌ بِــلا عَــدَدِ
وَ فِـي الـحَـيَـاةِ مَـسَـرَّاتٌ نُـرَاوِدُهَــا
وَ فِي اللَّـيَـالِي جِرَاحُ الهَمِّ وَ الـنَّـكَدِ
وَ كَـمْ رَحَـلَـنَـا وَ مَا كَـلَّـتْ رَوَاحِـلُـنَـا
وَ لِلأَمَانِي الحَيَارَى قَدْ بَسَطتُّ يَدِي
وَ عِـشْتُ بِـالـوَهْـمِ أَحْـلاماً مُـمَـزَّقَـةً
وَمَااسْتَفَقْتُ وَشَيْبِي قَدْ غَزَا جَسَدِي
وَكَمْ عَشِقْـنَا عَـلَى الأَطْيَافِ زَهْرَتَهَا
وَ قَـدْ رَأَيْـتُ الـتَّـنَـاسِي طِبَّ مُنْفِرِدِ
وَ يُعْلِنُ الحَرْفُ فِي الأَنْحَاءِ ثَـوْرَتُـهُ
لَـكِنَّ سَمْعَ الـوَرَى قَـدْ صُمَّ مِنْ أَمَـدِ
فَكَانَ صَوْتِي بِـبَـيْدَاءِ الأَسَى هَـدَراً
وَ فِي الـسَّـرَابِ اِلْـتِمَاعٌ دُونَمَا بَـرَدِ
يَاعَازِفَ اللَّحْنِ عُدْ بِالحُبِّ أَنْشِدْنِي
مِنْ ذُكْـرَيَاتٍ بِهَا مَا كانَ مِنْ سَعَـدِ
وَ صُــبَّ بِــالأُذْنِ مَــوَالاَ نُــدَنْــدِنُــهُ
وَ رَجِّعِ الأُنْسَ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الجَسَدِ
وَ رُدَّنِي بَعْدَ تِـرْحَـالِـي مَـدَىَ زَمَـنِـي
فَـلِـي بَـقَـايَـا مِنَ الأَشْـوَاقِ لَـمْ تَـرِدِ
مَا بِعْتُ نَفْسِي لأَوْجَاعٍ تُحَـاوطُـنِي
وَمَا اسْتَـكَـنْتُ إِذَا جَفَّتْ وَ لَمْ تَجًُـدِ
اَدْمَـيْتُ خُطْـوِي عَلَى حَقٍّ أُسَانِـدُهُ
وعِشْتُ عُمْرِي بِوَعْيٍ مِنْ هُدَىً رَشِدِ
فَـكُـنْتُ أَحْـيَـا مَـعَ الأَرْزَاءِ مُبْـتَسِمـاً
وَ مَا تَـمَلْـمَلْتُ إِنْ جَـارَتْ وَ لَمْ أَحِـدِ
سَأُخْرِجُ البَدْرَ يُحْيِـي الـنُّورَ مُؤْتَـلِـقاً
وَ أَنْشُرُ البِشْرَ لا يَخْشَى مِنَ الـصَّفَدِ
وَ أَرْسُـمُ الأُفْـقَ رَوْضـاً زَاهِراَ عَطِراً
لَمْ يَخْشَ غَدْراً مِنَ الأَوْغَادِ بِالرَّصَدِ
فَـرُبَّ تَصْفُـو الـلَّيَـالِي بَعْدَ كُـدْرَتِـهَا
وَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ صَفْواً بَيْنَ مُلْـتَبَدِ
وَ يُزْهِرُ الرَّوْضُ نَشْوَاناً عَـلَى أُفُـقِي
وَ الـمُـرُّ يَحْلُو كَشَهْدٍ مِنْ لَمَى الـبَـرَدِ
يَا هَمْسَ رُوحِي أَيَـا سِـراً أَهِـيـمُ بِـهِ
زَرَعْتُ فِيكِ المُنَى تَقْتَاتُ مِنْ كَبِدِي
إيهٍ نَجَاوَى الـمُـنَى رُدِّي مَسَامَـرَتِي
بِـحُـلْـكَـةِ اللَّيْلِ كُونِـيـنِي إِلَى الأَبَـدِ
هَـبِـي جِـرَاحِـي دَوَاءً فِيهِ مُنْـعَـتَقِي
صَبَرْتُ عُمْرِي فَـلا أَنْحُو إِلَى الجَحَدِ
فَـفِـي الـتَّـصَـبُّــرِ بِالآَمَـالِ مُـتَّـسَـع
وُ رُبَّ ضِيقٍ مَضَى عَـنَّـا بِصُبْحِ غَدِ
فَـاللهُ أَرْحَــمُ مِـنْ أُمٍّ عَــلَــى وَلَــــدٍ
فَـالْـجَـأْ إِلَــيْـهِ بِـلا مَـلَـلٍ بِــمَــدِّ يَــدِ
لا تَيْـأَسَنَّ وَ إِنْ ضَـاقَـتْ مَـسَـالِـكُـهَا
للهِ لُطْـفٌ وَ بِـالأَلْـطَـافِ مُـعْـتَـمَـدِي
يَا فَـارِجَ الـهَمِّ يَـا رَحْـمَـنُ يَـا أَمَـلِي
عَـلَّـقْتُ قَـلْبِي فَفَـرِّجْـهَـا مِنَ الشِّدَدِ
==========
عارف عاصي
الخميس، 14 يناير 2021
يَـا فَـارِجَ الــهَــمِّ..بقلم الشاعر..عارف عاصي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق