الثلاثاء، 5 يناير 2021

بوح الأسى...بقلم ...محمد خادم نبيش


 بوح الأسى


تلك الحروفُ التي لاتعرفُ الجُمَلا

وهمسُ معنىً لشطِ البوحِ ما وَصَلا 


وذا اليراعُ بساحِ الطرسِ منتصبٌ

على طريقِ الأسى يستنزفُ المُقَلا 


و من مضى يزرعُ الآمالَ في مهجٍ

أتى لينزعَ قبلَ الأنفسِ الأملا


أتى يُدَهْدُه من قابيلَ صخرتَه

ولا غرابٌ يواري بعضَ من قتلا


موجُ الخصوماتِ بالأحقادِ محتقنٌ 

يلَقِّمُ الحبَ من أمواجِه الأجلا


وليس ثَمَّتَ (جُودِيٌٍّ) لمركبِنا

تعاظمَ الموجُ حتى أرعبَ الجبلا


لا عاصمَ اليومَ إلَّا من سيعصمُه الـ

ـمولى فكم جبلٍ أودى بمن وَصَلا 


وساءل الليلُ عمن غالَ نجمتَهُ

عن فجرِه هل بُعَيْدَ النجمةِ أُعتْقِلا


وكيف تنزرعُ الأحقادُ في جسدٍ

 بإصبعيه تمادى يقلِعُ المُقَلا 


وكيف زيتون سلمٍ وارفاً أملاً

صبوا عليه زيوتَ الحقدِ فاشتعلا


يا لليلُ إنَّ حقولَ الحبِ قد حُصِدَت

ويزرعون المدى ألغامٓهم بدلا


يالليل  هل تسأل الغاوين بغيتٓهم؟! 

وكيف ساووا ذئابٓ الفتكِ والحملا


وهل سألت دعاة الأمس كيف طغوا؟!

أدنى جنايتهم  قد تخجلُ الخجلا


من لي بعهد مضى قد كان يجمعنا

دمُ الإخاءِ وكان الوِدُّ مُتَّصلا


إنِ اشتكى أصبعٌ تبكي له مُقَلٌ

أو يبسمِ الثغر تزجي المهجةُ القُبَلا


واليوم ما بالُ ريح اليوم غاضبةً

حتى الفؤاد لشريان الفؤاد قلى


والقوم في  مرج يذكي مطامعهم 

أضحى الإخاء سعيراً للقلوب صلى


ذو الناب  يعدو على  من لا نيوب له

وإن رأى   فيه ضعفاً لحمه أكلا


وصاحب النعجة العجفاء في وجلٍ 

ممن حوى التسع والتسعين والجَمَلا


هذا أخي غير أن الظلم في دمه 

جرى فأضحى بدمعي زاهياً ثملا


وراح يبحث عن جُبِّ ليقذفني

بحيث لا يُلْقِي فيه الواردون دِلا


كنا قطعنا مواثيقاً مغلظةً

بأننا نطردُ الذئبَ الذي نزلا


وما رأيتُ ضباعاً فيه كامنةً 

ولا رأيتُ شروراً تملأ المُقَلا


وكنتُ في هدأةِ المحرابِ منعزلاً

حتى تسورَ محرابي وما خجِلا


وقال :  ( جنكز خان ) اليومَ محتشدٌ

وللـ(مغولِ ) جيوشٌ تملأ السبلا


أخرج اليهم ، فلما أن خرجت ضحىً 

فلم أجدْ من (مغولٍ ) غيرَ كلبِ فَلَا


يعدو ويسحبُ غدراتٍ ويسبقه

مكرٌ وفي كل فجٍ ينسج الحِيَلا


تلك النواجذُ والأنيابُ تصبغها

دماءُ غدرٍ وغلٌ في الصدور غلى


لولم يكن هو ما كانوا ولا وجدوا

ولم يَجُّرُوا علينا ذيلهم خُيَلا


محمد خادم نبيش

اليمن 

الجمعة: 1/1/2021مـــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق