دَعِــي فُــؤَادِي ...بقلم الشاعر...عارف عاصي

 دَعِــي فُــؤَادِي

=========

دَعِي فُـؤَادِي فَـفِي طَـيَّـاتِـهِ الـعَجَبُ

قَدْ جَفَّ نَـبْـعٌ وَ نَـبْضِي بَاتَ يَحْـتَرِبُ

مَنْ ذَا يُـعِـيدُ لِـنَـبْضِي بَعْضَ أَوْرِدَتِي

وَ يَمْسَحُ الدَّمْعَ إذْ تَـهْمِي بِهِ السُّحُبُ

كَـانَتْ لُحُـونُ الهَوَى تَشْتَاقُ أُغْنِـيَـتِي

وَ الـيَوْمَ رَاحتْ فَـلا عَزْفٌ وَلا طَـرَبُ

وَ كَمْ تَـنَاسَيْتُ وَ الوِجْـدَانُ خَاتَـلَـنِي

فَـأَشْعَلَ النَّـارَ فِي الأَحْشَاءِ تَضطَّرِبُ

تِـلْـكُـمْ كُـؤُوسِي وَقَـدْ عَتَّـقْـتُـهَا زَمَـناً

تَـعَطَّلَتْ وَانْـزَوَتْ تُـزْرِي بِهَا الحُجُبُ

مَـالِــي أَرَاهَـا عَـلَى الأَرْكَـانِ فَـارِغَـةً

لَمْ تُـغْـنِ عَنِّي وَلَا يَجْرِِي بِـهَا الطَّـلَبُ

وَ هَاجَرَ الطَّـيْرُ رَوْضَاتٍ لَـنَـا يَـبَـسَتْ

وَالشَّدْوُ غَابَ وَزَهْرُ الرَّوْضِ مُحْتَجَبُ

وَالغُصْنُ مَالَ وَ مَا عَـادَتْ لَـهُ ظُـلَـلٌ

فَــأَيْــنَ مِـنِّـي رِوَاءٌ رَاحَ يَــنْــسَــرِبُ

مَالِي أُنَـادِي وَ صَوْتِي بِالـدُّنَـا عَطِـلٌ

وَالنَّفْسُ وَلْهَى وَقَدْ أَوْدَتْ بِهَا الرِّيَبُ

مَـلَّتْ جِـرَاحاً وَ قَدْ بَـاتَـتْ مُـشَـرَّعَـةً

كُـلُّ الــنَّـوَافِـذِ لِـلأَوْجَـاعِ تَــقْــتَـرِبُ  

إِلَـيْـكِ عَـنِّـي فَـمَـا بِالْـقَـلْـبِ مُـتَّـسَـعٌ

وَرِحْـلَـتِي بِالمُـنَى وَالوَهْمِ تَـغْـتَـرِبُ

طَـلَّـقْتُ وَهْماً عَلَى الأَكْوَانِ مُنْطَرِحاً

وَ يَسْـتَبِـي أَنْـفُساً يَشْقَى بِهَا الـكَذِبُ

كَـلَّتْ خُطَـايَ بـدَرْبٍ كَـانَ يَـأْسِـرُنِي 

فَمَـا اِحْـتِفَـائِي وَكُـلُّ الوَعْدِ يَنْـقَـلِبُ 

اَرَى بِـهَـا لِـلـدُّجَى وَالـزُّورِ مَـلْـحَـمَـةً

وَالحَـقَّ زَاوٍ وَ قَدْ مَالَـتْ بِـهِ الـرُّتَـبُ  

كَـأَنَّـنِـي فِـي خِــضَـمِّ الـيَـمِّ أُنـمُـلَــةٌ

وَالمَوْجُ عَـاتٍ وَ فِي أَنْـيَابِهِ العَـطَبُ

عُودِي بِرُوحِي فَغَـايَاتِي بِهَا اِكْـتَمَلَتْ

لَـمْ يَـبْـقَ تَـوْقٌ لِـمَـا بِـالـدَّارِ يَنْـسَكِـبُ

يَا نَـفْسُ يَـكْفِي فَمَا بِالقَلْبِ مُـتَّسَعٌ

كُـلُّ الـرِّغَابِ هُـنَـا يَقْـتَـاتُـهَا السَّـغَبُ

جَـعَـلْـتُ هَـمِّي لِـدَارِ الحَقِّ مُـرْتَـهَـنـاً

لَـعَـلَّ يَـوْمـاً يُـوَاتِــيــنِـي فَـأَقْـتَـرِبُ

وَ أَجْـتَـنِـي مَـأْمَـنِي إِنْ حَـارَ وَارِدُهَـا

وَأَرْتَـقِي فِـي مُرَادِي يَـنْـمَحِي الرَّهَبُ

يَـا رَبِّ عَــبْــدٌ أَتَـى تَــقْــتَـاتُـهُ ظُـلَـمٌ

فَـكُـنْ لَـهُ بِـالضِّيَـا فَالْـقَـلبُ يَنْشَعِـبُ

وَأمْـنُـنْ بِـعَـفْوٍ وَأَكْـرِمْـهُ عَـلَى وَهَـنٍ

وَ نَـجِّـهِ مِنْ لَـظَـى تُصْلَىَ وَ تَـلْْـتَـهِبُ

يَـا وَاسِعَ العَـفْـوِ عَـبْـدٌ جَـاءَ فِي أَمَلٍ

فَـافْـتَحْ لَهُ بِالـرِّضَا يَا خَيْرَ مَنْ يَـهِبُ

وَ اعْـتِقْ رِقَابَ الأُلَى تَـاقُـوا لِـمَـغْـفِرَةٍ

فَـمَـنْ سِـوَاكَ إِذَا جَـارَتْ بِـنَـا الـنِّـوَبُ

=========

عارف عاصي