الاثنين، 1 أغسطس 2022

رُحماك...بقلم سمير حسن عويدات


رُحماك

*****

رُحماك يا ساقي الهموم بحانتي

أنا ما ثمِلتُ وما بخمركَ راحتي

أعددتَ كأساً ما اشتهيتُ مِزاجَها

ونكأتَ جُرحاً ما أماتَ حُشاشتي

يبقى العذابُ وما استطعتُ حِجابَهُ

فنحتَّ وجهاً لا يناسبُ قامتي

وعرضتَهُ للجالسين فصفقوا

وكأنهم قرأوا فصولَ روايتي

فعجبتُ من شيءٍ يُحَسُّ ولا يُرَى

ما من سؤالٍ عن أصولِ حكايتي !

تبقى المظاهِرُ للعيون سذاجةً

ويظلُّ هَمْلاً ما استباحَ وِلادتي

مذ كنتُ طفلاً كنتُ طوْعَ أوامرٍ

ما اخترتُ طِبًّا كي أُحِبَّ دراستي

ما اخترتُ مَسْكنَ أُسرةٍ ما همَّها

ما قد يكونُ بملءِ عفوِ صبابتي

ما اخترتُ إلَّا أن أكونَ كدُميَةٍ

تلهو بها مِن دون خوفٍ جارتي

ما اخترتُ إلَّا أن أكونَ كسِلْعَةٍ

مَن يشتريها سوف يبخسُ حاجتي

ها قد أفضتُ ولا أُبالي عاتِباً

فالعُتْبُ لا يُجدي بغمرَةِ حالتي

إني الغريقُ وقد طَفوْتُ بعالمٍ

لا يشتهي مَرأى كَريهِ صراحتي

لكنها باحت وبانَ جُمُوحُها

والحرفُ يركضُ كالخيولِ بساحتي

مَن ذا سيكبحُ لغوَهُ ويُعيدُهُ

صَمتاً تحشرجَ لا يريدُ وِشايتي ؟

****************************

بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق