الأحد، 18 ديسمبر 2022

لِسانُ الضَّاد ...كلمات...سليمان شاهين /أبو إياس/


...........  لِسانُ الضَّاد  ............


دُمْ  يا لِسانَ الضَّادِ كَيما تَصدَغا

  مَنْ صَدَّعوكَ وكي تُصَوِّبَ مَنْ صَغا

قد عايشوا مَنْ  عاشروكَ  بِرِيبَةٍ 

    فكأنَّهم  عند الوِجاهِ  لَدَى  الوَغى

قالوا  بِما  لم    يَرْوِهِ    أسلافُنا

     فكأنّهم رُسُلُ السَّماءِ  لِمَنْ  طَغى

بِاسْمِ التَّجَدُّدِ أغرقوا لُغةَ السَّنا

     في  لَغْوِ  لاغٍ   بالغِوايةِ   قد  لَغا

بإسم التَّجَدُّدِ أَوهَنوا بل أزهقوا

     روحَ  البلاغةِ  عندَ  غاليةِ  اللُّغى

لم نَدرِ من  هَدفٍ  لهم  فَلَعَلَّهم

     لم  يبلغوا  بِغِنَى  البلاغة   مَبْلغا

أو أنّهم  قد  قصَّروا  بِفصاحةٍ 

     نالَ الأوائلُ  من عُلاها  المُبتَغى

إنّ التَّجَدُّدَ  أنْ  تَجِيءَ   بِحُلَّةٍ 

     تبدو أجلَّ على القصيدِ  وأَسْبغا

لا أنْ تُعاظِلَ في خيالٍ  مُبْهَمٍ 

     مُتهافِتٍ  ،  مِنْ  كلِّ  خيرٍ  أُفرِغا

إنَّ الخيالَ لَطَيِّبٌ إنْ جاءَ منْ 

      فَذٍّ  جَلا  لا  منْ جَهولٍ   مَغْمغا 

والصوتُ يُطْرِبُ إنْ أتى من بلبل 

      لا إنْ أتى مِمّنْ  يُغيظُ  إذا  رَغا

خلُّوا  الكلامَ  بما  عَناهُ  مُعَبِّراً

       ولْيمضِ مَنْ نَشَدَ النُّبوغَ لِيَنْبُغا

أنا لا أُسَوِّغُ أنْ نُكَرِّرَ ما مضى

        أبداً ولستُ مؤيِّداً  مَنْ  سَوَّغا

أو أنْ نُرَدِّدَ ما حكى أجدادُنا

         من غير تجديدٍ  كفِعلِ  البَبَّغا

إنّي  لَأَبْغي  لِلِّسانِ  فَصاحةً 

         لا  أنْ   نُصَيِّرَهُ   بِقصدٍ  ألْثغا

و أَوَدُّ  تصويراً  جَلِيّاً   بَيِّناً

         يبدو الكلامُ  بهِ  أدَلَّ  و أَبْلَغا

وأُريدُ لِلَّفظِ السَّلامةَ في السَّوَى

         لِيُريحَ   مُبلِغُهُ   بِذاك   المُبْلَغَا

قدصاغَ من غَبَروابها دُرَراًوهلْ

         قد  كان  غيرُهمُ  لِدُرٍّ  أصوَغا

مَنْ هام في لغة الجدودِ ورامَها

         ما شذَّ عن ناموسها أو زغزغا

من زاغ  عن أبعاضها  مُتعَمِّداً 

       فَعَنِ الجميع يصيرُ يوماً أزْوَغا

صُونواالتي صانتْ تُراثَ جدودِنا

       وحَمَتْهُ مِمَّنْ  همَّ  فيهِ   لِينْزَغا

صونواالتي نزلَ الكتابُ بِحرفها

        و بها    تَبَلَّغَهُ    النَّبيُّ    و بَلَّغا

**

تصدغُه:تُقيمُ صدغه(وهو جانب الرأس) وتعيده إلى صوابه.

صغا:انحرف . اللغى:جمع لغة.

السَّوى:القصد والمطلب

.........................

سليمان شاهين /أبو إياس/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق