الجمعة، 27 ديسمبر 2024

طفولتنا المسلوبة.. شعر...عيسى دعموق الأشول


@@@طفولتنا المسلوبة@@@


سحب الهموم على الفؤاد تخيمُ

والليل في أفقــي كثيف مظلمُ


والآه تترى والمصائب حُـفّـلٌ

بدمـوع حزنٍ لا تجف وتعصمُ


فتقضّ مضجع كل أصيد ثائر

رشف العنـاء فؤادُه والمبسمُ 


ورماه جور في الزمان ومحنة

فتشبُّ نارٌ  في القلوب وتضرمُ


وكأننا أمــم تجاوزها المـدى 

عبثاً وخـلّـفها يؤرِّقها الدمُ 


ومضى إلى أخرى يلملم شعثها

ويسير قُدْما للعـلا ويعـلـّم


ودهى طفولتنا وضـّيع حقها

ورمى براءتها الشقاءُ المبرمُ 


والفقر أثقلها وكبّل عزمها 

وطموحها دون الورى يتقزّم 


وأظلها بالحرب في جنح الدجى 

عدْواً وأثخنها المغير المجرمُ 


فاسّاقطت أرواحهم وتبعثرت  

آمالهم وقضَوا أسى فتشرذموا 


بؤساء في زمن التحضر والرؤى

قتلى بمدية جائر لا يرحمُ 


لم يبقهم لفح الردى لحياتهم 

كلا ولا تلك الطفولة تنـعــمُ 


يا أيها العربي كم تأسى على

طفل له بين المصائب أسهُمُ؟


يتحمل الأهواء دون مشيئة

وفؤاده بالأمنيات يتمتم


ويرى بغير بلاده أنداده 

سُكبت فضائلُ حولهم فتبسموا


وطفولة اليمن استبدّ بها الشقا 

حرموا وماتوا في الدنا وتيتموا


سفحوا الدموع على الخدود تحسرا 

فذوى نضار وجوههم وتجهموا


وسعوا على درب الحياة تلفهم

ريح الهموم، فهل يفيق المسلم؟


شتان بين طفولة تتنعمُ

وطفولة تحيا الكفاف وتعدمُ 


والوصف فرد والحياة تنوعت

من حولنا وهنا الدمار مخيمُ 


أوما ترى يا سائلي أحوالنا

مهج الطفولة تستذل وترجمُ 


أوما ترى طفلا يكابد دهره

وفؤاده بالبؤس كأس مفعمُ


هم بهجة الدنيا وزهرتها التي

تحيي النفوس وبالبشائر تحلمُ


هم زينة الدنيا وقرة أعينٍ

وملاذ أفئدة تحن وترحم


أو ليس من حق الطفولة أن ترى

أحلامـها حقـا تقاد وتُرسمُ؟


وتلوح آمال الحياة بدربهم

والله يمنح من يريد ويُكرِمُ


عيسى دعموق الأشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق