أمة غثاء
١-أنا والشعرُ كم نبكي
وكمْ نبكيكِ ليلانا
٢-ونبكي حالَ أمتِنا
وقيْسًا أينما كانا
٣-ونبكي الحبَّ في وطنٍ
أهانَ الحُبَّ إذْ هانا
٤-فحبلُ العُرْبُ مُهتريءٌ
وخانَ الودَّ مَنْ خانا
٥-تناثرَ ودُّ جامعةٍ
على أشلاءِ شهدانا
٦-وماتَتْ نَخْوَةٌ فينا
ونرثيها كموتانا
٧-ونبكيها بلا دمعٍ
ودمعُ العينِ جافانا
٨-وغابَ اليومَ عنترةٌ
وسيفٌ سادَ أزمانا
٩-صلاحُ الدينِ غادَرَنا
وغادِرُنا علا شانا
١٠-ومزَّقَ شَمْلَنا مِنَّا
وَسَهْمُ الغدْرِ أدمانا
١١-وشمسُ العُرْبِ قدغربتْ
فلمْ تشرقْ بأعلانا
١٢-غثاءُ السَّيْلِ أمتُنا
تشظَّتْ مِثْلَ قتلانا
١٣-فأينَ شهيدُنا مِنَّا؟
تعالَى صارَ أسمانا
١٤-ويرقَى فوقَ زَلَّتِنا
ويعلو فَوْقَ دنيانا
١٥-يجاورُ أهلَ عاليةٍ
وأنهارا وأفنانا
١٦-ونهرًا ماءُ كوثرِهِ
لِمَنْ قَدْ صانَ أيمانا
١٧-وَرُسْلُ اللهِ صُحْبتُهُ
وصاروا مَعْهُ ندمانا
١٨-وصِدِّيقّ يجاورُهُ
شهيدٌ صانَ أوطانا
١٩-يراقبُ أمةً خذلَتْ
شهيدا كانََ أوفانا
٢٠-فإنَّ الغدرَ قاتلُنا
وكمْ قد خانَ جرحانا
٢١-وأدمَى كلَّ قافِيَةٍ
لحُرٍّ ثارََ إيمانا
٢٢-وشِعرُ الحُرِّ قاتلُهُ
إذا ما صارَ إدمانا
٢٣-وأهلُ الشعرِ إنْ صدقوا
غلَوْا في الناسِِ أثمانا
٢٤-وكانوا القدوةَُ الحُسْنَى
بنَوْا للحقِّ أركانا
٢٥-وكانَ الحقّّ منطقَهم
بنَوْا بالشعرِ بنيانا
٢٦-من الإيباءِ في ثقةٍ
وسادوا الناسَ إحسانا
٢٧-وحينَ أصابَهُمْ قرْحٌ
فما وهنوا كمن لانا
٢٨-لغيرِ اللهِ ما خضعُوا
وقالوا الحقَّ شجعانا
٢٩-وكم في الحقِّ مَنْ ضحَّى
وكم في الحقِّ مَنْ عانَى
٣٠-وبعضُ الشعرِ قافيةٌ
تزيدُ الناسَ خذلانا
٣١-وتُخضعُ كلَّ من جَهِلوا
لغيرِ الحقِّ إذعانا
٣٢-فأينَ مُروءةّ فيكمْ؟
أليسَ الوقتُ قد حانا؟
٣٣--لِتَبْقَوْا أمَّةً وَسَطًا
تُقيمُ الحقَّ برهانا
٣٤-لِتُعْلُوا شأنَكُم فيكُمْ
لِتَمْحُوا الرَّانَ لو رانا
٣٥--ليبقَ الحقُّ غايتَكُمْ
ودينَ اللهِ دَيْدانا
٣٦--لِتُرْفَعَ رايةُ اللهِ
ليبقَى العدلُ قرآنا
٣٧--فلا تهِنُوا وتتخذوا
عدوَّ اللهِ سُلْطانا
٣٨-عَدُوًّا سوفَ يخذلكُمْ
اتتبعونَ شيطانا؟
٣٩-ومن يَتْبَعْهُ خسرانٌ
وقَدْ يزدادُ خُسْرانا
٤٠-يُزَيِّنُ كلَّ مَعْصِيَةٍ
أصارَ الإثمُ مَثْوانا؟
٤١--حديثُ الإفكِ منطقُهّ
وما يُمْليهِ كم شانا
٤٢-ومنْ يتبعْهُ يُشْبِهْهُ
إذا ما قالَ بُهْتانا
٤٣-تخذتُ الحقَّ لي وَطنًا
وشِعري صارَ عنوانا
٤٤-ودرعِي في الوغَى قَلَمّ
ولستُ أخافُ خَوَّانا
٤٥-أحيِّي كُلَّ مَنْ ضَحَّى
لِغَيرِ الحَقِّ ما دانا
٤٦-أعاتبُ أمةً ظلَمَتْ
بَنَتْ للحقِّ قُضْبانا
٤٧-لتُبْعِدَ قَيْسَ عن ليلَى
ويبقَى الظلمُ سَجَّانا
٤٨-وليلَى مُزِّقَتْ شِيَعًا
وقيسُ الحُبِّ قد بانا
٤٩-أعاتبُ كُلَّ قافِيةٍ
بنَتْ للناسِ أوثانا
٥٠-لتفتنَهُمْ وتأسرَهم
وكانَ الشعرُ مَنْ زانا
٥١-وَزَيَّنَ كُلَّ خاطٍئَةٍ
أكانَ الشِّعْرُ بهتانا؟
٥٢-أصارَ الشعر مَكْلَمَةً
وأغنيةّ وألحانا؟
٥٣-أأضحَى الإفكُ شاعرَنا
إذا ما قالَ أغرانا؟
٥٤-وأبهرَنا بقافيةٍ
بدَتْ للناسِ بركانا
٥٥-بدت بسراب قيعتِنا
قِفارًا بل و كثبانا
٥٦-وعودُ الشعرِ كاذبةٌ
أيسقي الشعرُ ظمآنا؟
٥٧-أيكسو الشعرُ في بردٍ
شعورا ظَلَّ عريانا؟
٥٨-شعورا مسَّهُ خوفٌ
من النوَّاتِ عرانا
٥٩-أَصَارَ العُرْبُ أضحِيَةً
وانعاما وقربانا؟
٦٠-أَصِرْنا أمَّةّ هَمَجًا؟
فنخرجَ سَوْءَ أحشانا
٦١-أنَسْجُنُ حلمَنا فينا
بأيدِينا كأسرانا؟
٦٢-أيأكُلُ بَعْضُنا بَعْضًا
كأنَّا جُنْدُ أعدانا؟
٦٣-وأشلانا ممزقةٌ
على أعتابِ أشقانا
٦٤-وناقتُنا مُجَنْدَلَةٌ
بخنجرِهِ وأخزانا
٦٥-ويأبَى النَّذْلُ سُقْيَاها
وأشقَى العُرْبِ أعيانا
٦٦-يذبِّحُ ناقةَ اللهِ
ويعْصِي أمرَ مولانا
٦٧-وإني خِفْتُ مِنْ ربي
يدمدمُنا كمَنْ خانا
٦٨-فعفوا مِنْكَ ياربي
إذا ماخِفْتُ أحيانا
٦٩-ونالَ الخوفُ من ضعْفِي
أنا مازلتُ إنسانا
٧٠-وما أُخفيهِ في قلبي
يكادُ يثورُ بركانا
٧١-أوشوشُ أذْنَ قافيتي:
أصارَ العُرْبُ غِلمانا؟
٧٢-وأشياعًا مُقَسَّمَةً
أصارَ العُرْبُ جُرْذَانا
٧٣-وأتباعا لحاشيةٍ؟
فما أخفتْهُ قد بانا
٧٤-فيا أتباعَ يَعْرُبُنا
أليسَ الجدُّ قحطانا؟
٧٥-فَهَلْ نختانُ سِيرَتَنا؟
فكمْ مِنَّا مَنِ اختانا
٧٦-وخانَ وصارَ إمًَعَةً
وما يبديهِ أودانا
٧٧-تَذَأَّبَ كلُّ أرنبةٍ
وصارَ الفَسْلُ دِهْقانا
٧٨-وفأر الأمْسِ سيدُنا
وشيخُ الإفكِ أغوانا
٧٩-وكمْ في العُرْبِ مِنْ قِردٍ
يسوسُ اليومَ أعوانا
٨٠-تسلَّقَ فَوْقَ فُرْقَتِنا
وصارَ القردُ أرقانا
٨١-وهُنَّا دونَ رايتِنا
وصارَ الغدرُ رُبَّانا
٨٢-وسرناخلفَ شرذمةٍ
منَ الفُسَّاقِ عُميانا
٨٣-وصُمّّاحينَ نتبعُهُمْ
رجالا ثّمَّ رُكيانا
٨٤-كأنَّا سَقْطُ عاهرةٍ
وطينُ الذلِّ سَجَّانا
٨٥-وعارُ العُهْرُ يركبُنا
وشرذمَنا وذرَّانا
٨٦-وعَرَّى كُُلَ أفَّاكٍ
أثيمٍ بَلْ وعَرَّانا
٨٧-ومركبُنا بلا مَرْسَى
تُرَى هلْ تاهَ مرسانا؟
٨٨-تُرَى هَلْ صارَ مركبنا
بلا نوحٍ ليرعانا
٨٩-فاينَ فنارّ ميناءٍ؟
لنرقبَ منْهُ شطآنا
٩٠-لنرسوَ حيثما شئنا
بأمنٍ عند أقصانا
٩١-وأين فنارنا منا
بليل بدرهُ اختانا؟
٩٢-ببحر موجه عاتٍ
ويأوي البحرُ حيتانا
الطائر المغادر
د.ممدوح نظيم الشيخ
طملاي في ٢٣/ ١٢/ ٢٠٢٤
الاثنين، 23 ديسمبر 2024
أمة غثاء..شعر...د.ممدوح نظيم الشيخ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق