ميزانُ عُمري
لا تُكثِري الّلومَ قد جاوزتِ بالعَتَبِ
فالقلبُ أضحى منَ النُّكرانِ كالحطَبِ
بدّلتُ ريشي مِراراً عبرَ أزمِنتي
وأنتِ مازالَ فيكِ الرّيشُ كالزَّغَبِ
لا يجبُرُ الّلومُ مَن خاضَ التجارِبَ إذ
أزمعتُ بُعداً وهجراً بحرَكِ الَّلجِبِ
قد بانَ شَيْبي وقد جفَّ الوِدادُ فلا
تُحاوِلي رجعَةً قد صِرتُ مثلَ نبي
تلكَ التّفاهاتُ ما عادتْ تُراوِدُني
فلْتبحثي اليومَ عمّن تاهَ في الرَّغَبِ
ميزانُ عُمري لقد أفرغتُ زِئبقَهُ
كيلا يُشيرَ لِما تبغينَ من صَخَبِ
قد جاوزَ العُمرُ كُلَّ التُّرّهاتِ وما
قد ظلَّ في العُمرِ ما يدعو إلى الّلعِبِ
وجّهتُ بَوْصَلتي نحوَ الصّفاءِ وهلْ
مثلُ الصّفا مِنحةٌ تُغني عنِ الرَّهَبِ
صالحتُ نفسِيَ مع نفسي ولستُ أرى
بُدّاً لِكشفٍ لِما قد كانَ من كَذِبِ
رزانَةُ المرءِ بعضُ الطّيشِ يقتُلُها
ونَسْمَةُ الرّيحِ تُذكي واهِيَ الّلهَبِ
فِيَّ اقتِدارٌ لأنُ أُلغي مُخيَّلَتي
إن قد تناءتْ عنِ المأمولُ من طلبي
وبي مضاءٌ إذا ضاقَ الطّريقُ رَبا
يستنهِضُ العزمَ يحدوني كعزمِ صَبي
أُجَفِّفُ الشّوقَ قَسْراً من منابِعِهِ
وألجِمُ النفسََّ كيما أحتوي غَضبي
ما غيرُ شِعري يُواسيني ومِحبَرَتي
وحِكمتي أستقي من باطِنِ الكُتُبِ
عارٌ على المرءِ أن يمضي بِلا هدفٍ
حيثُ المُنى تُبتغى بالجِدِّ والتّعَبِ
فلْتَغرِسَنْ بِذرَةً لِلخيرِ في سَعَةٍ
فرُبَّما أثمرتْ من بَعدُ بالعَقِبِ
حموده الجبور /الأردن
السبت، 2 يناير 2021
ميزانُ عُمري ...الشاعر ... حموده الجبوري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق