أرْواحٌ في السَّـلَّـة 8/4طرفة بن العبد .
***
في سِـتِّينِيَّاتِ القرنِ الماضي
انتشَرتْ ظاهرةُ تحضيرِ الأرواح
بواسطة سّـلَّةٍ تُغطَّي بقطعةِ قماش
وبخيالي حاولتُ تحضيرَ أرواحِ بعض
أصدقائي من الشُّعراءِ الأقدمين
فَجاءَتْ هذه المقطوعات .
****
لا تَكتُبْ عنِّي أرجوكَ فَـلا مَعْـنَى
قد جُـبْـتُ الدُّنيا مَـغْـنَىً مَـغْـنَى .
وشَرِبتُ ورَوَّيتُ ونَدْمانَّى غَـنَّى
ولَهَـوتُ بهِـنَّ كما أهْـوى .
فَلسفـتي كانتْ ..
لا بُـدَّ لهذا الفاني أنْ يَـفْـنَى .
كنتُ أحِـسُّ بأنَّ العُمْرَ قصيرٌ جدَّاً.
واللّذةَ فيهِ أكثرَ من أنْ تُدرَكَ أو تُحْصَى.
أَنْكَرَني أَهْـلي ..
شَرَّدَني قومي في الفَـلَواتْ .
وثَلاثةَ أشياءٍ كنتُ أحِـبُّ ..
الخَمْرَةَ إنْ مُزِجَـتْ بالماءِ ..
علاها زَبَـدُ البَـحْـرْ.
والمرأَةَ في يوم الدَّجْـنِ ..
البَهْكَنَةَ الـحَسْناءْ .
والنَّجْدَةَ إنْ نادَى ضَيفي ..
هَـيَّـا للحَـرْبْ .
ومضيتُ قتيلاً في دَرْبِ البَهجَةْ .
وتَحَدَّثَ عنِّي النَّاسُ وقالوا :
كانَ غَـرِيـرَاً ..
فلماذا لم يَـقْـرأْ تلكَ الصَّفْحةْ ؟؟
وأَنا كنتُ أُمَنِّي نَفْسي بالمالِ الوافرِ ..
من أَجْـلِ الخَمْرَةِ .. والمَرْأَةِ .. والنَّجْـدَةْ .
لكنِّي ما كنتُ أُفَـكِّرُ في غَـدْرِ الإنْسَانْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أشتاتٌ مجتمعات)
الخميس، 19 أغسطس 2021
أرْواحٌ في السَّـلَّـة 8/4 طرفة بن العبد . بقلم الشاعر... بشير عبد الماجد بشير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق