الخميس، 19 أغسطس 2021

أرْواحٌ في السَّـلَّـة 8/4 طرفة بن العبد . بقلم الشاعر... بشير عبد الماجد بشير


 أرْواحٌ في السَّـلَّـة 8/4

طرفة بن العبد .

***

في سِـتِّينِيَّاتِ القرنِ الماضي  

انتشَرتْ ظاهرةُ تحضيرِ الأرواح

بواسطة سّـلَّةٍ تُغطَّي بقطعةِ قماش

وبخيالي حاولتُ تحضيرَ أرواحِ بعض

أصدقائي من الشُّعراءِ الأقدمين 

فَجاءَتْ هذه المقطوعات .

               **** 

لا تَكتُبْ عنِّي أرجوكَ فَـلا مَعْـنَى

قد جُـبْـتُ الدُّنيا مَـغْـنَىً مَـغْـنَى .

وشَرِبتُ ورَوَّيتُ ونَدْمانَّى غَـنَّى 

ولَهَـوتُ بهِـنَّ كما أهْـوى .


فَلسفـتي كانتْ ..

لا بُـدَّ لهذا الفاني أنْ يَـفْـنَى .


كنتُ أحِـسُّ بأنَّ العُمْرَ قصيرٌ جدَّاً.

واللّذةَ فيهِ أكثرَ من أنْ تُدرَكَ أو تُحْصَى.


أَنْكَرَني أَهْـلي ..

شَرَّدَني قومي في الفَـلَواتْ .


وثَلاثةَ أشياءٍ كنتُ أحِـبُّ ..

الخَمْرَةَ إنْ مُزِجَـتْ بالماءِ ..

علاها زَبَـدُ البَـحْـرْ.

والمرأَةَ في يوم الدَّجْـنِ ..

البَهْكَنَةَ الـحَسْناءْ .

والنَّجْدَةَ إنْ نادَى ضَيفي ..

هَـيَّـا للحَـرْبْ .


ومضيتُ قتيلاً في دَرْبِ البَهجَةْ .

وتَحَدَّثَ عنِّي النَّاسُ وقالوا :

كانَ غَـرِيـرَاً ..

فلماذا لم يَـقْـرأْ تلكَ الصَّفْحةْ ؟؟


وأَنا كنتُ أُمَنِّي نَفْسي بالمالِ الوافرِ ..

من أَجْـلِ الخَمْرَةِ .. والمَرْأَةِ .. والنَّجْـدَةْ .

لكنِّي  ما كنتُ أُفَـكِّرُ في غَـدْرِ الإنْسَانْ .


***

بشير عبد الماجد بشير

السودان

من ديوان ( أشتاتٌ مجتمعات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق