الأربعاء، 18 أغسطس 2021

ما بعدَ الضّيق إلّا الفَرَج.. بقلم الشاعر...عبد العزيز بشارات


 ما بعدَ الضّيق إلّا الفَرَج

__________________

مَن ذا يكون عن الأحِبَّة مُخبِرا.

طال الغيابُ ولا أطيقُ تَصبّرا.

غابوا وأُطفِئ في التُّرابِ سراجُهم.

والكونُ ضاقَ وصار صلداً أغبرا

أوكلتُ ظهري بَعدَهم لِتَحَمّلي.

لكنّه ممّا حَملتُ تَكسّرا

أطلقتُ فِكري للقوافي علّها .

يوماً تُخَففُ عن فؤادٍ أقفرا.

وصحِبتُ أطياراً تنوحُ بِحُرقةٍ.

وتُردِّدُ الألحانَ تبكي ما جرى.

ورأيتُ قُطعانَ الوُحوش كئيبةً

فكأنَّها مَكلومةٌ مِمّا ترى

جفّت ينابيعُ الهضابِ فلم تَعد.

تجري وصار الغُصنُ هَشّاً أصفرا

ما بالُ شمسِ الكونِ يُكسَفُ ضَوؤُها.

والبدرُ حطّ ظلالَه فَوق الثّرى.

وأرى النجومَ تبَعثرَت وتناثرَت

وغدَت مساراتُ الكواكبِ أسطُرا

وشقائقُ النُّعمان مالت وانحَنت.

أخفَت جمالاً واستكانت منظرا

وتمَسّكَ الغيمُ البخيلُ بِمائه.

ليزيدَ مِن عليائِه مُتنَكّرا.

والنحلُ وَلّى حينَ قلّ رَحيقُه.

وتحوّلَ الشَّهدُ المُصَفَّى سُكّرا.

عَجباً رأيتُ وما التمَستُ إِجابةً

لكنّ قلبي للحقيقةِ أبصَرا.

فعلمتُ أنّ اللهَ في عليائه. 

وزَنَ الأمورَ كما أرادَ وقدّرا.

فإذا اعتراك الضيقُ واغتَمَّ الفضا

فاللهُ يُبدِلُهُ سَحاباً مُمطِرا.

الضّيقُ يفرَج والقَتام سينجلي

والغصنُ من طيبِ الفواكِه أثمرا

صلّى عليك الله يا علمَ الهُدى 

ما سبّح الطيرُ البديعُ وكبّرا

================

عبد العزيز بشارات/ أبو بكر/ فلسطين 


ُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق