محاكاة لقصيدة أبي العتاهية (إِنَّ الفَناءَ مِنَ البَقاءِ قَريبُ)
نصيحة من غير أهلها
١-إنَّ الحياةَ مآلها التقليبُ
فهْيَ التقلبُ والبلاءُ نصيبُ
٢-لا تركننَّ إلى الحياةِ وزيفها
فالموتُ منكَ وإنْ نسيتَ قريبُ
٣-لا زلتَ تعبثُ ليتَ تفهم يافتى
أنَّ التعلقَ بالسرابِ لهيبُ
٤-إني ظننتُكَ واعيا متمرِّسا
بصروفِ دهرٍ طبعهُ التعذيبُ
٥-كم ذا يكابد لاهثُ ويلاقي
في حبِّ دنيا ظنها ستطيبُ
٦-فإذا بها كالذئبِ تنهش صيدَها
والصيدُ مِثْلُكَ للذئابِ حبيبُ
٧-كم كنتَ تلهو والشبابُ صبابةٌ
ونسيتَ أنكَ في الخريفِِ تشيبُ
٨-لو كنتَ تفهم ما الحياة زهدتَها
ماذا تريد وقد علاكَ مشيبُ؟
٩-ولقد عشقتَ الوهم دون تعقلٍ
إن التَّوَهُّمَ في الرجالِ يُعِيبُ
١٠-تبني القصور من الخيال وفي الهوا
وخيالكَ المزعومُ ليسَ يصيبُ
١١-ولكم بنيتَ قصورَ وهمٍ زاعما
أنَّ التمني للمريضِِ طبيبُ
١٢-إن التمني لو يطول زمانُهُ
أنَّتْ قلوبٌ والمُنَى تغريبُ
١٣---كن واقعيا فالحياة قصيرةٌ
إيـّاك تسقطُ فالسحيقُ رهيبُ
١٤-كلُّ ابنِ آدمَ للمصائب سائرٌ
للموتِ فينا راصِدٌ ورقيبُ
١٥-لا زلتَ ترجو أن تصيرَ معمرا
والموتُ أقربُ لو فهمتَ تُنيبُ
١٦-ياضيفَ دنيا قد تقطَّعَ وصلُها
يابعضَ أمسٍ أنتَ أنتَ عجيبُ
١٧-فالأمس ماضٍ كنتَ فيه ربيعَهُ
واليوم شمسُكَ في الخريفِ تغيبُ
١٨-حتَّامَ تحلم أن تكون معانقا
للأمسٍ شوقا. أنت عنهُ غريبُ
١٩-عجبا لأمري كيفَ أنصحُ عائبا؟
وأنا المُعابُ وبالذنوبِ مَعيبُ
٢٠-مَنْ كانَ مِثِلِي كيفَ ينصحُ غيرَهُ؟
ألأنني طَلْقُ اللسانِ أديبُ؟
٢١-ياليتني ماكنتُ يوما شاعرا
غضَّ الخيالِ إذا أقولُ أذيبُ
٢٢-وأذوب شوقا حين أكتبُ قصتي
شعرا حزينا والفناءُ قريبُ
٢٣-والشعر أسرار أعيش خياله
والأمس عشقي والقصيد حبيبُ
٢٤-لله دَرُّكَ يافؤادي قدتني
للأمس شوقا واللقاءُ نصيبُ
الطائر المهاجر
د. ممدوح نظيم. طملاي في:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق