يا من فتحت له في القلب نافذة
أو
نافذة .. الى القلب
قصيدة من البسيط .. و القافية من المتواتر
حسناءُ حبكَ في الأضلاعِ معقودُ
........................... فما لقلبـــكَ .. قدته الجلاميدُ ؟!
اذا ابتسمتِ .. فأشواقي مغردةٌ
........................... و القلبُ مبتسمٌ .. و الروحُ غرّيد
نالوا الفؤادَ بقدٍ ماس في خجلٍ
............................ حتى تمكنَ مني الخصرُ و العود
كانما رسمتْ في القلبِ أغنيةً
............................... ردت صداها على بعدٍ جلاميد
يجودُ بالوعدِ لكنْ لستَ تدركُه
.................... ما أعذبَ الوعد .. حينَ الوصـلُ موجود
كم قد وعدتِ فتاهَ الوصلُ في مطلٍ
......................... وضــــلّ عني .. و لم تغنِ المواعيد
لكنْ حصدت أريجَ الشهد كاملَهُ
............................ فقد تجمَّعَ في الأحداقِ محصـود
يا من حفظت و لم يحفظ و ما برحوا
......................... و السرُّ في كبدي و القلبِ مــوءود
كم قد أزحتُ كؤوسَ الهمِّ عن مهجٍ
........................... لكن أناخت على صدري الجلاميد
كأنما القلبُ جادت روحُه دنفا
............................ هلا سألتِ فؤادي اليومَ ما الجود
يا حسنه و معاني السحرِ في مقلٍ
.......................... قد ضمها .. و رحيقُ الشَّهد معقود
و الحسن في الثغرِ مسكوبٌ بكاس طلىً
................................. كأنما استُنفرت فيه العناقيـــد
كم طابَ صهباؤها سالتْ على شفةٍ
............................ كما يطيبُ بعيــــد العصرِ عنقود
لكم جهدتُ فضاقَ الوصلُ عن أملي
........................... لطالما طابَ بعد الوصلِ مجهود
لا يطلقُ السهمَ الا ريثَ يشعلُه
............................ نارًا .. و نحو فؤادي كانَ تسديد
( فينوسُ ) أهدت سهامَ الحبِّ قاصدةً
............................. فأطلق السهمَ دونَ القلبِ كوبيــد (1)
سددتُ سهمي فطاشتْ عن مدى هدفي
............................. فعاد منحطمًا .. والسهمُ مردود
فما رجوتُ لقلبي أن يذوبَ هوىً
.......................... ان لم يعدْ .. و لواءُ الوصل معقود
ينادمُ الشوقُ روحي و الهوى ثملٌ
........................... فالقلبُ معتقلٌ .. و الشوقُ عربيد
لا .. ما رأتْ أعيني من قبله مقلا
...............................وثعرُهُ .. بمعينِ الـراح مرفود
فالثعرُ لؤلـــؤةٌ .. جــــادَ الالهُ بــهِ
.............................. تكوكبتْ فيه ترصيعٌ و تنضيد
كؤوسُ ثغرِكِ يا صهبا قد افترستْ
.........................منا العقولَ .. و ما في الكاسِ عنقود
كم سبَّحَ القلبُ للأقمــــــارِ يرقبُها
.......................... لتستريــــحَ على أعتـــابه الغيـــد
عبــــدتُ فيـــها أقانيمًا و أفئـــدةً
.......................... قل .. كيف يُعبـــدُ بعد الله معبود
لهفي على عاشقٍ يجتاحُه ألمٌ
.......................... أزرتْ بأحشائِــــه الغيـــــدُ الأماليد
اذا جفتكَ و قد ناحتْ مغردةٌ
...........................عند الصباح .. فلن يشجـيك تغريد
ناديتُهم و فؤادي راعفٌ خفقٌ
.......................... لولا المحبة في الأضلاعِ ما نودوا
لكم تعاظمَ شوقي في الضلوعِ هوى
.......................... كأنما الشوق مِ الأضلاعِ مقدود
و زلزلَ النأيُ أضلاعي فحطّمها
............................... كأنما زُلزِلَ القيــــعانُ و البيد
......
بيني و بينكِ ’ألغازُ و أحجيةٌ
............................. لم يستطعْ حَلها بالعقلِ " اقليد " (2)
كم نادمَ السهدُ أجفاني وأقلقَها
..................................حتى تقاطرَ في قلبي التناهيد
يا درةَ في فؤادي باتَ مسكنُها
.......................... كيف استباح عيوني اليوم تسهيد ؟!
كم فرّقَ السهدُ أجفاني فما انطبقتْ
............................ و السهدُ يأكلُ من نومي كما الغيد
كأنما فرقتْ بين الجفونِ قذىً
.............................. أو باعدتْ بينها في نومِه عــود
عودوا كما كنتمو و الحبُّ مرفؤنا
............................. ترسو السفينُ به و الحــبُّ مرفود
لكم تعاظمَ شوقُي و الفؤاد لظىً
............................. كأنما الشوقُ مِن جنبيّ مقدود
يا من يُعربدُ في روحي فأقلقها
............................. هلا سمعتم بقلبٍ ضجّ عربيــــد
ثغرٌ.. تمكنَ فيه الراحُ فاضَ شذًا
............................... كما تمكنَ من قلبي التنـــاهيد
يا من به اجتمعت في حسن قامته
........................ الهيف و الميس و الأملود و العود
يا نسمةً لامستْ .. ماسَ القضيبُ بها
............................. فالقلبُ مرتهنٌ.. و العقل مفقود
حقظتُ اسمكِ منقوشا على كبدي
............................كمثلِ ما حقظ التاريخَ جلمود (3)
غيداءُ قد سكبت في الثغر صافيةٍ
........................ لا للسلافةِ ما جادتْ به الغيـــــــد
عضّتْ على شفةٍ .. فانسابَ معتصَرًا
....................... هل كانَ يسكرُ لولا العصرِ عنقود
لا يسكرُ العنبُ المقطوفُ باكرُه
........................ الا اذا صُبَّ بالكاسِ العناقيــــــد
..................
يا ممسكا بعنــــان الروح منفردًا
........................حتى مَ تنأى عن القلب الزغاريد
الى متى تمعنُ الأشواقُ في مُهَجي
..................... فتجرحُ القلب و الأحشاءَ الجلاميد
قد يحجبُ الشمسَ عنا حسنُ طلعتِهِ
................. و الحسنُ في الوجهِ و الألحاظ مشهود
يضاحكُ الصبحُ أورادَ الخدودِ و قد
...................... فاحتْ شذاها فضاعَ الندُّ و العـودُ
حتى اذا ماسَ أو فاضَ العبيرُ به
..................... تكاملَ الأهيفانِ .. القدُّ و العــــود
تدثري بجناح الروح يا أملي
.......................ففي جناح الهوى تسمو الأناشيد
................
قالوا : هلكتَ اذا نالتْكَ ذاتُ هوىً
...................... فان نجوتَ .. فأنتَ اليومَ مولود
لكنْ وجدتَ الهوى و الحبُّ أغنيةً
....................... اذا التقاك الذي بالحبِّ معمود
لئن سلكتَ سبيلَ الروحِ صافيةً
.................فقد وصلتَ .. و دربُ الحبِّ محمود
قد يوردُ الحبُّ قلبي منبعًا عبقًا
...................فالحبُّ و الشهدُ و الأحلام و الجيد
يا من فتحتُ له في القلبِ نافذةً
............... أنى استبحتَ .. وبابُ القلبِ موصود
ان كان يرضيكَ قتلي .. و الهوى قدرٌ
................ فقد قتلتَ .. و في الأحشاءِ تصريد
بين الهوى و الجوى و الروح أغنية
............... غنى بها القلبُ وجدًا.. و هو معمود
يا من سكبتِ على العنقودِ كاسَ طلىً
................ لم يعرفِ الخمرَ لولا الثغرِ عنقود
يا من رفعت له في القلب اشرعة
.................... أنى يطيبُ له بالشرعِ تنكيـــد
....................
اللاذقية آذار 2020
خالد ع . خبازة
1- فينوس .. الهة الجمال عند الرومان .. و كيوبيد اله الحب في الميثولوجيا اليونانية
2- اقليد : افليدس . عالم رياضي اغريقي مشهور.. اشتهر بنظرية في الرياضيات سميت باسمه
3- اشارة الى حجر رشيد التي اكتشفها العالم الفرنسي شامبليون و بموجبها تم حل لغز اللغة الهيروغليفية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق