الاثنين، 27 سبتمبر 2021

(ترانيمٌ على أوتارٍ مُنهكة).. بقلم الشاعر... عبد العزيز بشارات


 (ترانيمٌ على أوتارٍ مُنهكة)

_________________

جاءَت تتهادى على شرنَقةٍ من نسيج الوهم.

تتأبَّطُ خيطَ عنكبوتٍ مُتفَحّم.تحملُ عصاً قد نَخِرت حوافُّها .

ثم اتّكأت على ضِلع ورقةٍ صفراء .

ابتسمَت كرضيعٍ أضناهُ الأرق؛قابلتُها بنفس الفُتور وقُلت :

(سأشعِلُ مِن نسيم الفَجر جَمرا 

وأكتبُ من مَــحار البَحرِ سَطرا

وأنسجُ حُلَّـــةً مِــن شَعر رأسي 

وأبني مِن هُطـول الغيث قَصرا 

وأرسُمُ مــن تسابيــــــحِ الليالي

شعاعاً ضــامراً لِيذوبَ تٍــــبرا)

تنهدت بعُمقِ خرير الماء .حين استدارت عابسةَ الخُطا .وقالَت :

(فمالــك تكسِرُ الأوزان سهواً

فتحرقُ مُهــجَتي لأذوبَ قَـهرا 

وتبتلعُ النّدى بـــــينَ المــــآقي 

وتختـــرقُ المُقَفـى كـــي تُسرّا 

الم تعلَمْ بأن البـــــحرَ يُــــزجِي

سَحابَ المَوتِ حين يفيضُ قَسرا )

لم تتمالكْ أنامِلي سَطوةَ انحِرافِها عن بَوصلةِ واقعيَ المَرير.فانتصبتُ واقفاً .

وقلتُ بعنفوان الزًبَد ..

(تجوبيـــــنَ القلاعَ بكلّ نَـجدٍ

وحولَك عُصبةٌ تُرديكِ خُسرا

تُظلــلُكِ الشواهقُ باكــــــياتٍ 

على آثارها أشعلــــــــتِ شَرّا

كفاكِ تَـــــــــجبّراً وعليكِ تاجٌ

من الرَّمضاء كيف يكونُ حُرا ).

ضربت الأرضَ بقدَمِها كمُهرةٍ جَموح.فأحدثت جُرحاً على عتَباتِ الزمنِ وأنشدت .:

(أنا ما عُدتُ للأطيــــارِ صِهرا

وما التمَسَت يدايَ إليومَ عُذرا 

وإنّـــــــي للقوافـي لستُ أهفو

أفَجّرُ من كؤوسِ الشّهدِ خَمرا

وأخلعُ مُهــــــجَتي كي لا أبالي 

بِحُبٍّ قد طواهُ البــــــينُ دهرا )

نظرتُ نَحوها وقد تملّكتْني الدهشةُ .وانزَوى احتمالي على رصيف الهزيمة ..وأيقنتُ أنْ لا مفرّ مِنَ الاعتراف .

وقلتُ مُداعباً :

(سأجلبُ مِن ضلوعِ الشّوقِ حِبرا 

ومِن أكتافٍ نملِ الــــحَقل سِحرا 

ومِن لبـــــــــنِ الطُّيور أكيلُ حِقّاً .

ومِن ضِلــــــعِ الفَراشة مَا تَعَرّى 

وما قَد رًقّ من شَرَيـــــــانِ ذِئبٍ

وأحضِرُ أنجُمَ المَـــــلكوتِ تَترى) 

هنا ..بدتِ الابتسامةُ على مُحَيّاها .مدّت يَدَها مُصافحةً .ونظَمت:

(سأتلــو مِن عُيونِ البدرِ ذِكراً 

وأصفحُ عَن حبيبٍ حلَّ ,شُكرا

وما عَجَزاً أتيتُ بِهِ ولكــــــن .

لتعلمَ أنّ طَــــــــعمَ الحُبّ مُرّا .

فعانِـــــقْ مُهجةَ الأسـحارِ إني 

ملأتُ جُيوبَها لتَفيـضَ عِطرا)

هنا ..انبلجَ الفجرُ.وداعَبَتهُ أوتارُ الأُقحوان .

وانشقّ العنفوانُ عن ضِفدَعةٍ تعالجُ الطين..........!! 

===================== 

عبد العزيزبشارات /أبو بكر /فلسطين فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق