الاثنين، 20 سبتمبر 2021

على صهوة الشوق ... بقلم الشاعر...عوض الزمزمي


 على صهوة الشوق 


تكادُ عني نجومُ الليلِ ترتحلُ 


            والوجدُ يكبرُ   والأشواقُ تشتعلُ


ماذا أقولُ ونجوى الروحِ تصعدُ بي


             إلى الرياضِ التي تدنو بها الأُكُلُ 


من لي بحرفٍ إذا أوليتهُ أملي 


            يوماً إلى الكوكبِ الدُّرِّيِّ قد يصلُ

 

حرفٍ على صهوة الأشواقِ يأخذني 


             إلى الرحيق الذي تشفى بهِ العِلَلُ


سافرتُ في اسمِكَ طيفاً يبتغي سكناً


                     وأحرفاً برحابِ النورِ تبتهلُ 


أطلقتُ فيَّ صنوفَ الحبِّ أجنحةً 


             يقودها الشوقُ مهما طالت السبلُ


أنا المحبُّ وفي عينيك لي وطنٌ 


          بهِ الهمومُ التي في الجوفِ تُختزلُ 


أنا المحبُّ الذي فاضت لواعجهُ 


               شوقاً إليك ومن تقصيره وَجِلُ 


فالحبُّ ديدنُ تسياري وأشرعتي 


            والشعرُ معنىً بماءِ الوجدِ ينهمل


من أين أبدأُ والأفكارُ أسئلةٌ 


          والمدحُ يشهقُ في إصباحهِ الغزلُ


في نورِ وصلكَ أشعاري تراودني 


           والقلبُ والروحُ والأحشاءُ والمقلُ


كنا بقايا صدى في الغيب راحلةً 


           فالمبتدى شططٌ  والمنتهى جدلُ 


كم أرضعتنا الجبالُ الصُّمُّ قسوَتها 


                 وأسلمتنا إلى ما نكرهُ النِحلُ 


وأرهقتنا مرايا الليلِ أزمنةً 


              الجهلُ يلهو بنا والمُشْهَرُ الثَمِلُ 


كنا هنا  أبداً  كأساً  وعربدةً 


                   وعادياتٍ تُثيرُ النقعَ تقتتلُ 


حتى أتيتَ يداً بيضاءَ حانيةً 


          ما مَسَّت اليأسَ إلا أعشبَ الأملُ


صبحاً تنفسَ في آفاقنا فبهِ 


                  أورادُ مكةَ لا عُزَّى ولا هُبَلُ 


أقمتَ جسراً من الغفرانِ يعبرهُ 


               كلُّ الحيارى رحيباً ما بهِ زللُ 


بشراكِ بشراكِ يا أُمَّ القرى فخذي 


        من كَفِّهِ الغيثَ ذاكَ الجرحُ يندملُ


من كالجميلِ الذي تهمي فضائلهُ 


      على الوجودِ سناً يخضوضِرُ القَحِلُ


من كالبهيِّ الذي واتتكِ طلَّتُهُ 


        يا هذه الأرضُ كم تزهو بكِ الحُللُ


من كالصفيِّ الذي للغارِ رُوْحَتُهُ 


             رُوحٌ ترى اللهَ تستهدي وتمتثلُ 


لمَّا أتاهُ أمينٌ بالتي انبثقت


                    للعالمين سبيلاً  ما لهُ بدلُ 


توضأَ الدهرُ في عينيهِ مبتهجاً 


                  وكَبَّرَ  الآنَ في كفيهِ يعتدلُ 


وأسرجَ الليلَ قنديلاً وأفئدةً 


                وراحَ بين شذا الآياتِ ينتقلُ 


يا أيها الشوقُ خذني الآن قُبَّرَةً 


        لروضةِ الحبِّ . نعمَ المقصدُ النُزُلُ 


خذني جناحين حول الغارِ نحرسهُ 


                وننثرُ الوردَ للقُصَّادِ إذ  نزلوا


خذني لأبصرَ يوماً غيمَ خارطتي 


                في كفِّ أحمدَ بالأنوارِ يغتسلُ


خذني ففي الحبِّ أسفاري. وبوصلتي


             صوبٌ بساحِ رسولِ اللهِ متصلُ 


حبي لأحمدَ ...والإيمانُ يكتملُ 


             فجاوز القولَ سعياً أيها العملُ 


عوض الزمزمي 

مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق