الجمعة، 24 سبتمبر 2021

فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي.. بقلم الشاعر...جهاد ابراهيم درويش


 


فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي

..

فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي ** حضورك كالغياب فلا تُجافي

..

حَبوْنا فيك أزهاراً ثِمَالا ** تَعمَّدنا الأسى بين الضفاف

..

فحيث نسيرُ لا خِلٌّ فنلقى ** ونخرج من خلافٍ لاخْتلاف

..

بِلا عِطْرٌ يشدّ الروح جذبا ** ولا عَبَقٌ يُوَاكبُ بائتِلاف

..

فلا أملٌ بصفْوٍ أو تلاقي ** كأنَّا رَهْن أحْلامٍ خِفَاف

..

يُسَيِّرُنا يُمَنْهِجُنا الأعادي ** وغابت بيننا روح التَّصافي

..

ونكره أنْ نرى للماء صفْوا ** نلوذ بإثْرهم رغم الفيافي

..

ولم نسأمْ من التِّرْحال دَوْما ** نُحَاكيهم ِبِزَيفٍ وانْحِرَاف

..

نُحَاكيهم بلِبْسٍ أو قُشُورٍ ** ولا نَنْفكُّ من طول انْخساف

..

كأنَّ الشمس من قهرٍ توارت ** وأمسى حُسْنها قيْدَ انْكساف

..

قَريبٌ أنت يا وطني بعيدٌ ** كقُرْبِ الروح من نِيط الشَّغاف

..

فلا الأهلون في جنبيك أهلٌ ** ولا وطنٌ تَجَافتْكَ الْمرافي

..

غدَوْا عَسساً فُجُلّهم تَرَدَّى ** كآذانٍ تناورُ بالْتفافِ

..

بجُدْرانٍ ترى في الهمس جُرْما ** تسوق الحر في ثوب الزّفاف

..

تعيش تشتتاً شرقاً وغربا ** سليباً نرتشي حدَّ الكفاف

..

أحقاً للحضارة كُنت أهلا ** وكنت الطهر رمزاً للعفاف

..

أحقاً بالثراء بسطت كَفَّا ** أفيك المال يُحْثى باغْتراف

..

فدى عينيك نرسفُ بافتقارٍ ** ونقبع في الخيام وفي المنافي

..

أكانت لعنةً نزفت سقاما ** بها البترول كالسمِّ الزُّعاف

..

فما لأبيك فينا النار تغلي ** وبتنا نحن ثالثة الأثافي

..

كَبونا في رحابك بل هَرِمْنا ** ورغم النزف نحلم باصْطفاف

..

فسُقْيا للنجوم ومن رعاها ** وسُحقاً لِلْخُوار وللْضِعاف

..

جهاد ابراهيم درويش

22/8/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق