فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي
..
فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي ** حضورك كالغياب فلا تُجافي
..
حَبوْنا فيك أزهاراً ثِمَالا ** تَعمَّدنا الأسى بين الضفاف
..
فحيث نسيرُ لا خِلٌّ فنلقى ** ونخرج من خلافٍ لاخْتلاف
..
بِلا عِطْرٌ يشدّ الروح جذبا ** ولا عَبَقٌ يُوَاكبُ بائتِلاف
..
فلا أملٌ بصفْوٍ أو تلاقي ** كأنَّا رَهْن أحْلامٍ خِفَاف
..
يُسَيِّرُنا يُمَنْهِجُنا الأعادي ** وغابت بيننا روح التَّصافي
..
ونكره أنْ نرى للماء صفْوا ** نلوذ بإثْرهم رغم الفيافي
..
ولم نسأمْ من التِّرْحال دَوْما ** نُحَاكيهم ِبِزَيفٍ وانْحِرَاف
..
نُحَاكيهم بلِبْسٍ أو قُشُورٍ ** ولا نَنْفكُّ من طول انْخساف
..
كأنَّ الشمس من قهرٍ توارت ** وأمسى حُسْنها قيْدَ انْكساف
..
قَريبٌ أنت يا وطني بعيدٌ ** كقُرْبِ الروح من نِيط الشَّغاف
..
فلا الأهلون في جنبيك أهلٌ ** ولا وطنٌ تَجَافتْكَ الْمرافي
..
غدَوْا عَسساً فُجُلّهم تَرَدَّى ** كآذانٍ تناورُ بالْتفافِ
..
بجُدْرانٍ ترى في الهمس جُرْما ** تسوق الحر في ثوب الزّفاف
..
تعيش تشتتاً شرقاً وغربا ** سليباً نرتشي حدَّ الكفاف
..
أحقاً للحضارة كُنت أهلا ** وكنت الطهر رمزاً للعفاف
..
أحقاً بالثراء بسطت كَفَّا ** أفيك المال يُحْثى باغْتراف
..
فدى عينيك نرسفُ بافتقارٍ ** ونقبع في الخيام وفي المنافي
..
أكانت لعنةً نزفت سقاما ** بها البترول كالسمِّ الزُّعاف
..
فما لأبيك فينا النار تغلي ** وبتنا نحن ثالثة الأثافي
..
كَبونا في رحابك بل هَرِمْنا ** ورغم النزف نحلم باصْطفاف
..
فسُقْيا للنجوم ومن رعاها ** وسُحقاً لِلْخُوار وللْضِعاف
..
جهاد ابراهيم درويش
22/8/2021
الجمعة، 24 سبتمبر 2021
فدى وطنٍ تُمزِّقه المنافي.. بقلم الشاعر...جهاد ابراهيم درويش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق