الجمعة، 28 فبراير 2025

خريف... بقلم...محمود مفلح


 خريف


ما الَّذي تَسأَلونَني أنْ أُضيفا؟

عَجَزَ الثَّغْرُ أنْ يَصوغَ الحُروفا..!


كُلَّما قُلتُ دُرَّةَ الشِّعرِ لاحَتْ،

قالَ حَظِّي التَّعيسُ: كُنتَ سَخيفَا..!


أمطِريني يا غَيمَةَ الشِّعرِ يومًا

ثَمَرًا ناضِجًا، وماءً نَظيفَا.!


لم أزَلْ أَشحَذُ الحُروفَ الغَوالي،

والمُرابونَ يَشحَذونَ السُّيوفَا..!


فامنَحيني كَفًّا وحَفنَةَ قَمحٍ،

مُنذُ قَرنَينِ ما أَكلتُ رَغيفَا..!


والسِّنونُ العِجافُ تُلهِبُ ظَهري،

هَكَذا صارَ ظَهرُنا مَكشوفَا..!


أَقنِصُ الفِكرَةَ الرَّشيقَةَ حتّى

أَتمَلَّى جَمالَها المَوصوفَا.


ليسَ عِندي سِوَى سُؤالٍ قَديمٍ،

أَهمَلُوهُ، فصارَ جُرحًا مُخيفَا..!


رِحلَتي مِن "تِهامَةَ" الشَّكِّ جاءَتْ،

ثُمَّ غادَرتُها، وعِفتُ الكُهوفَا..!


وعلى رَأسي العِقالُ شُموخٌ،

هَكَذا يُكرِمُ الشَّريفُ الشَّريفَا..!


لُغَةُ الصَّخرِ أَكسَبَتْني عِنادًا،

والتَّفاهاتُ عَلَّمَتني العُزوفَا..!


كيفَ أَستَنبِتُ الرَّبيعَ بِشِعري،

وأَنا الآنَ قد بَلَغتُ الخَريفَا؟!


محمود مفلح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق