أمةٌ (هل تباع في مزاد؟)
كل يوم تثير فينا الضياعا
أمة جاوزت من الذل باعا
زاد حد ارتكاسها في خنوع
وتوالت توزع الأوجاعا
استعارت لها من الذل ثوبا
وارتدته نقيصة وابتداعا
أمة كانت المنار وصارت
دون وعد تصدر الأشياعا
هل غشيها الردى ومالت كأن لم
تك يوما تذلل الأصقاعا
صار يملي القرار (قرد) عليها
(وابن آوي) يرتب الأوضاعا
جعلت بأسها شديدا عليها
ولمن يشتري تلبي انصياعا
تتبارى إلى رضاه وفيه
نصبت للخلاف حكما مشاعا
وبه تستميت ثم جنونا
كلما داسها تشق القناعا
تركت إرثها وبالا عليها
وأقامت لكل زيف يراعا
أوسعت بعضها قتالا وفتكا
واستزادت تقسمت أرباعا
إن تهاوى الحمى ستفنى جدالا
أو دعاها تنكرت إسراعا
أمة (الذاريات) ماذا أخبي
أو أداري فقد مللت الصداعا
اين أمجادنا التي قد عرفنا
هل أطلت تباهيا واختراعا
أين تاريخنا الذي قد عرفنا
هل مضى خلسةً وناء انقطاعا
يوم أن كان للصلاة إله
واحد يرتجى ووحي يراعى
يوم أن كانت الدماءِ تغذي
جسدا واحدا وقلبا شجاعا
يوم أن كانت الإساة تلقى
قوةً صلبة وتَرتَدُّ صاعا
يوم أن كانت الجيوش تلبي
صوت مهتوكة أضاعت قناعا
يوم أن كان للضعينة ظهر
يوم أن طالت الجباه ارتفاعا
لا أسيرا مشردا لا طريدا
لا حشودا مغلوبة لا جياعا
لا بلادا تسام من غير بيع
لا قوانين تحتوينا اصطناعا
هل سننعى ديارنا ذات يوم
أم على الدار أن تصون المتاعا
أمة العرب والهوى فيك دِينٌ
هل كفانا تشتتًا وصراعا
قبل أن تذهب الرياح بقايا
ما لدينا ونستزيد اقتناعا
انهضي عزة وهبي اعتصاما
وأعيدي لضوئك الإشعاعا
ثم قولي لمن تطاول لسنا
سلعة في المزاد حتى تباعا
يا بن آوي من ذا يساوم شعبا
عنده الموت متعة وانطباعا
عبدالحميد العامري
الأحد، 23 فبراير 2025
أمةٌ (هل تباع في مزاد؟) الشاعر.عبدالحميد العامري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق