الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

اعيد قربك بقلم الشاعر ... الحسن عباس مسعود

 أُعِيذُ قربَك

--------------

الحسن عباس مسعود 

--------------

أعـيذ قـربك مـن هـجر إذا انـطلقا

ومـن فـراق شـديد الـقيد مـا عتقا


إن الــنـوى مـــا أتـــى إلا مـكـابـدة

تـقـطع الـقُـربَ حـتى يـهتري مـزقا


لا تـبتلي عـمرنا بـالبعد يذهب في

بـحر بـعيد الـمنى مـن راحَـهُ غرقا


لا الشط يبلغ قاع الحزن من أسف

والـموج يـكسر مـجدافا به التصقا


ولا شــــراع بــــه لـلـريـح تـحـمـله

إلـى المراد الذي ما عاش واحترقا


الـهجر يـسكن فـي وهـم يـهيم بـه

إلـى سـراب يُـتِيه الـقلب والـحدقا


ومـا احتدام الأسى إلا بطول نوى

أو هجرة قد طوت حِبـَّين وافـترقا


ويـُكـبَتُ الـليلُ فـي إظـلامه يَـبِسا

مـن غـير بدر لـه كي يرشد الـطُرُقا


كـن يـا حبيبي لـدى عـشّي بأيكتنا

وأبـهِج الـروض والأغصان والورقا


ولا تُـضِع فـي هـشيمٍ واحَ مهجتنا

أتـعـشق الـبـعد والأطـلال والـقلقا؟


مـا أجـمل الوصل ما أحلى نسائمه

حـتى الـجماد لـه مـن عـذبِه نـطقا


تـرى العصافير تشدو في مباهجها

وتـرسل الـلحن غضّا يذهب الأرقا


ولـست أمـلك من أمري سوى أمل

لــعـلـه يــحـتـذي آمــالــه الــرُفَـقـا


هــل الـزهور تـرى ألـوانها إئـتلقت

إلا لأن ربــيـع الــروضـة انـطـلـقا؟


وهـل نسيم الصبا يسري إلى جهةٍ

إلا لأن هــواهــا طــــاب واتــسـقـا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق