جبابرة الوطن : بحر الوافر
سألت الدّار إذ طالَ الغيابُ
فسادَ الصّمتُ وامتنعَ الجوابُ
أدرتُ الطّرفَ حيثُ وجدتُ أهلي
وقد واراهمُ بعدي التُّرابُ
هنا كانوا يلمّهمُ شتاءٌ
ويجلو الليلَ تمّوزٌ وآبُ
ومنهم من تفرّقَ في بلادٍ
يرومُ العيشَ أرهقَهُ الغيابُ
وآباءٌ وأجدادٌ حمَوْها
من الذّؤبان لم يَهِنوا وغابوا
وكم من حاقدٍ أعياهُ حقدٌ
فبانَ لنا وقد كُشِفَ الحجابُ
وظنّوا أنّنا شعبٌ تراخى
لينعقَ في روابيها الغرابُ
فلا واللهِ، ما زلنا أُباةً
وفي الأيدي الأسنّةُ والحرابُ
فنحنُ ليوثُ غابٍ أرضعتنا
حرائرُ ليسَ يخدعها الخضابُ
وهذي أرضنا لم نرضَ عنها
بديلاً ، لا وإن طال اغترابُ
ستشدو لانتصاد الحقِّ يوماً
مدائننا وتحدوها الهضابُ
فطوبى يا متيّمةَ الضحايا
لك الفتيانُ تزحفُ والشبابُ
سيطوي الخزيُ كلّ من استهانوا
بشعبكِ يومَ لا يُجدي العتابُ
شربتم من كؤوس الذّلِّ حتى
ثملتُم واستُلِذَّ لكم شرابُ
فلا التاريخُ يغفرُ ما اقترفتم
ولا الوحيُ الشريفُ ولا الكتابُ
وما عمرَ البلادَ سوى غيورٍ
ومن لله في البلوى أنابوا
وقولكمُ الهراءُ فلا تُغَروا
وما قلتم يجانبهُ الصّوابُ
هوَ التّطبيعُ يُشهرُ سيفَ حقدٍ
ولم يُحسب لمثلكمُ الحسابُ
لكم جسمٌ كدُبّ الثلجِ يبدو
ودَيسَمُهُ تهيمُ به الشّعابُ
يُهروِلُ للغُزاةِ وراءَ سلمٍ
وسلمُ الغاصبين هوَ السّرابُ
ونحنُ (شتاتُ رومانٍ) لديهم
وهم عربٌ إذا خَلُصَ انتسابُ
رجعتم بالعروبةِ ألفَ عامٍ
من الجهل الذي يروي الكتابُ
وقلتم إنّ أقصانا لديكم
فذلك منكمُ العجبُ العُجابُ
أثرتم نار فتنتكم ومنكم
لئيمٌ بين كفّيهِ الثّقابُ
فهذي القدسُ قد رويت دماءً
فدائيون للأرضِ استجابوا
ولم يبق لها إلّا رؤوسٌ
بها تُحنى مع الرّوعِ الرّقابُ
١١/٣/٢٠٢١
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
١١/
الأحد، 14 مارس 2021
جبابرة الوطن.. بقلم الشاعر حسن كنعان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق