. لُعْبَةُالْمَوْت ( 1 )للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
مَا عَادَتِ الْحَرْبُ كَالبُركَانِ تَنْفَجِرُ
وَلَا جُيُوشًا تَرَىٰ فِي السُّوحِ تَنْتَشِرُ
بَلْ كَيْفَ تَأْتِي لَكَ الْأَعْدَاءُ صَاغِرَةً
فَتَحْتَوِيهِمْ فَلَا يَنْجُو لَهُمْ بَشَرُ
وَكَيْفَ تَجْعَلُهُمْ لَا يَسْتَقِرُّ لَهُمْ
رَأْيٌ وَلَا عَزْمُهُمْ يَعْدُوا فَيَنْدَحِرُوا
وَكَيْفَ تَخْلُقُهُمْ فَوْضَىٰ إذَا اجْتَمَعُوا
وَلَا حِوَارَ وَلَا شُورَىٰ إذَا حَضَرُوا
وَكَيْفَ تَمْلَؤُهُمْ رُعْبًا وَهُمْ كُثُرٌ
صَرْعَى وتَقْتُلُهُمْ جُوعًا فَيَأْتَمِرُوا
وَكَيْفَ تَجْمَعُهُمْ عَامًا وَتُرْهِبُهُمْ
عَامًا وَتَخْذُلُهُمْ عَامًا فَيَنْكَسِرُوا
وَهٰكَذَا أَنْتَ فِي تَقْوِيضِ دَوْلَتِهِمْ
مُهَيْمِنٌ وَعَلَى أَعْنَاقِهِمْ سَقَرُ
مُنَظِّمٌ مَوتَهُمْ كَالْوَشْمِ تَرْسِمُهُ
لٰكِنَّهُ بِخَفَايَا الجِّسْمِ يَسْتَتِرُ
— — —
مَا عَادَتِ الْحَرْبُ أَرْتَالًا فَتَنْشُرُهَا
وَلَا سِلَاحًا وَلَا بُوقًا بِهِ نُذُرُ
بَلْ كَيْفَ تَجْعَلُ فِي الْأَعْدَاءِ حَاضِنَةً
جُهَّالُهَا كُلَّمَا أَبْحَرْتَهُمْ عَبَرُوا
وَتَحْتَويهِمْ فَهُمْ سِيْفٌ تُسَلِّطُهُ
عَلَى بَنِيهِمْ فَلا يُنْجِيهُمُ الْحَذّرُ
وَالطَّائِفِيَّةُ إِنْ أَتْقَنْتَ لُعْبَتَهَا
بِهَا سَتَهْدِمُ أَجْيَالًا وَتَنْتَصِرُ
وَالْمَذْهَبِيَّةُ إنْ أَشْعَلْتَ فِتْنَتَهَا
شَبَّتْ حَرِيقًا فَلَا يَخْبُو لَهَا شَرَرُ
وَالجَّهْلُ مَا حَلَّ فِي أَرْجَاءِ حَاضِرَةٍ
إلَّا رَأَيْتَ بِهَا الْأَحْيَاءَ تَحْتَضِرُ
وَالجُّوعُ مَوْتٌ بِِهِ يَأْتِيكَ صَاحِبُهُ
زَحْفًا وَإنْ هَمَّهُ جَهْلٌ سَيَنْتَحِرُ
وَكَيْفَ تَخْلُقُ أَطْفَالاً وَتُرْضِعُهُمْ
ضَرْعَ الْخَنَازِيرِ فِي أَنْسَابِهِمْ خَوَرُ
حَتَّىٰ إذَا شَبَّ عَنْ طَوْقٍ كَبِيرُهُمُ
يُصَارِعُ الجَّهْلَ لَا يُبْقِي وَلا يَذَرُ
وَجُنِّدَتْ مَعَهُ أُنْثَىٰ وَتَحْرِسُهُ
أُخْرَىٰ تُجِيدُ الْهَوَىٰ فِي طَرْفِهَا حَوَرُ
تَلَقَّفَتْهُ عِصَابَاتٌ مُنَظَّمَةٌ
لِيُصْبِحَ السَّيْفَ والسَّيَّافَ لَوْ أَمَرُوا
فَلَا السِّلَاحُ بَدَا يُغْنِي وَلَا عَدَدٌ
فَلُعْبَةُ الْمَوْتِ فِيهَا كُلَّ مَا سَطَرُوا
وَلُعْبَةُ الْمَوْتِ إسْرَائِيلُ تُطْلِقُهَا
فِي جِيلِهَا الرَّابِعِ الْمَشْؤُومِ فَانْتَظِرُوا
— — —
مَا بَيْنَ جَهْلٍ وَإقْصَاءٍ ومَخْمَصَةٍ
وَبَيْنَ طَائِفَةٍ ضَاقَتْ بِهَا السِّيَرُ
وَبَيْنَ حِزْبٍ طَغَىٰ أو ثُلَّةٍ حَكَمَتْ
أَشْعَلْتَهَا فَبَدَتْ بِالْغَيْظِ تَسْتَعِرُ
تَأْتِي عَدُوَّكَ مَنْهُوكًا ومُتْعَبَةً
خُطَاهُ لَيْسَ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ نظَرُ
فَلَا قَرَارَ لَهُ مِنْ ثِقْلِ كَاهِلِهِ
وَأَيْنَمَا نَظَرَتْ عَيْنَاهُ تَنْكَسِرُ
وَحَوْلَهُ مِنْ ذِئَابِ اللَّيْلِ سَاهِرَةٍ
تُرِيدُهُ لُقْمَةً مَا هَدَّهَا سَهَرُ
وَهٰكَذَا أَصْبَحَتْ أَقْدَارُنَا لُعَبًا
عِنْدَ الَّذِي يَجْعَلُ الْأَدْوَارَ تَنْصَهِرُ
يُدِيرُهَا كَيْفَمَا شَاءَتْ مَصَالِحُهُ
وَنَحْنُ في فَلَكِ الْأَدْوَارِ نَسْتَعِرُ
فَإنْ صَحَوْنَا رَآنَا مِثْلَ دُمْيَتِهِ
يَا صّاحِ قُلْ لِي مَتَى الْأَشْبَاحُ تَنْتَصِرُ
—- —- —-
أَمَا حَلِيمٌ يَرَىٰ فِي قَوْلِنَا عِبَرًا
فَيَسْتَجِيبُ لِمَا قُلْنَا وَيَعْتَبِرُ
نَشَرْتُهُ فِي ثَنَايَا أَسْطُرٍ كُتِبَتْ
بِالْمِسْكِ يَالَيْتَهُ كَالضَّوْءِ يَنْتَشِرُ
لِكَيْ يَكُون َ لِمَنْ نَامَتْ بَصِيرَتُهُمْ
عَوْنًا فَيَنْقُذُهُمْ إنْ خَانَهُمْ بَصَرُ
...............................................
معاني الكلمات
......................
(1)-لُعْبَةُ الموت : أعني بها : (الإنهاك والتآكل البطيء بثبات ، يقوم به ابناء الجهة المقصودة ، لخلق الدولة الفاشلة ) .
سَقَر : أحد أسماء جهنَّم.
الوَشْمُ: وشَمَ الجِلْدَ :غرزه بإبرة ثمّ ذرّ عليه دُخان الشَّحْم فصار منه رُسُوم وخُطوط.
حَاضنة : حضَن فلانًا : أحاطه برعايته وحمايته.
الرَّتَلُ: مجموعةُ من السيارات يتبع بعضها أثر بعضَ .
الطَّائِفيّةُ : التعصُّب لطائفةٍ معيّنة
المذهبِيَّة: التعصُّب لمذهب معيّن.
يخبو : خَبَتِ النارُ : سكنَتْ وخمدَ لهبُها.
حَاضِرَة : مدينة كبيرة.
احتضر المريضُ : أتاه الموتُ، دخل في نزع الرُّوح.
الضَّرْعُ : مَدَرُّ اللّبن .
الخَوَر : الضَّعْفُ .
لاَ يُبْقِي وَلا يَذَرُ: لاَ يَتْرُكُ شَيْئاً ثَابِتاً أَوْ قَائِماً.
الجيل الرابع من الحروب: هو صراع يتميز بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة والمقاتلين والمدنيين.
مَخْمَصَة: مَجَاعَة.
العَوَرُ : الشَّيْنُ والقُبح .
الثُّلَّةُ : الجماعةَ من الناسِ .
الغيظ : شدة الغضب.
استَعَرَت النَّارُ: التهبت، اضطرمت وتوقّدت.
أثقل كاهِلَه : حمَّله فوق طاقته .
دُمْيةُ : لُعْبةٌ .
البصيرة : قُوَّةُ الإِدراك والفِطْنة،
............................................
الثلاثاء، 16 مارس 2021
لُعْبَةُالْمَوْت ( 1 ) للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق