الأحد، 1 أغسطس 2021

* ملفّاتُ دنيا *بقلم الشاعر...سيد حميد عطاالله


 * ملفّاتُ دنيا *


أفتبتغي دنيا لتصبحَ جارَها 

قطعَ الزمانُ يمينَها ويسارَها


وبها اللهيبُ فقد تقلّى أهلُها

قيظ يجفِّفُ غصنَها وثمارَها


فقدت رزانتَها ليبدأ نزقُها 

فقدت هنا قبلَ الوصالِ وقارَها


غدرت بمن باعوا الكثيرَ لأجلِها 

عُجنوا فصاروا خبزَها وفطورَها


وتسوّروا محرابَها بمذلةٍ

سرقوا من الوهمِ الفظيعِ سوارَها


سقطَ الرجالُ على الكثيبِ وذُعذعوا

قدرٌ ليُسقطَ حصنَها وجدارَها


حملوا السرابَ وعبّؤوا اوهامَهم 

بدأَ القتالُ ليغنموا اوزارَها


نبشوا الظلامَ فلم يروا من ضوئِها

حفروا بأبرةِ وهنِهم آبارَها


ضحكت على تلِّ المصابِ ودندت 

تُحي الظلامَ وثمَّ تقتلُ نورَها


وبنا ستملأُ بطنَها وكروشَها 

فبنا ستطعمُ بومَها ونسورَها


ورمت أمانًا كي تقوّظً أمنها 

فرشَ الذين تودّدوا اخطارَها


ولبستُ اثوابَ الحياةِ فلم أخط 

فتقًا ولم أغلق هنا ازرارَها


أفهمتَ ما تهفو إليه بصنعِها 

افهم فلم تفهم  إذن افكارَها


أنيابُها لمعت بوجهِ ضحيّةٍ

هجمت ضباعٌ كي ترى ابقارَها


ولسوف ينجو من تفهّم وضعَها 

ولسوف تدفعُ في القليبِ حميرَها


لكنّها أمرت بحذوِ رحيلِها 

اضحى الذي تبعَ الرحيلَ بعيرَها


وحسبتُ كم خسرت هناك تجارةٌ

وطفقتُ أجمعُ تلكُمُ اضرارَها


ومن الدمارِ إلى الدمارِ تقودُنا 

وعلى الجريمةِ ضيّعت آثارَها


وحشيةٌ جمحت وجنَّ جنونُها 

في العالمينَ فأنشبت اظفارَها


لم يستطع حتى العليمُ تغلّبًا

 أقصت وطوّت كالكتابِ خبيرَها


خرساءُ لم تنطق سوى كدماتِها 

ضلّت فلم تبدِ هناكَ حوارَها


دارت كومضِ البرقِ حين تقدّمت

كَرِهَ المصابُ بريقَها ودوارَها


سارت بدجنِ الليلِ تلفحُ أوجُهًا

فَقَدَ الجميعُ على الطريقِ مسارَها


خارت قوانا عند سيرِ قبيلِنا 

فسمعتُ تمتمةً فكان خوارَها


كثرَ الرسوبُ بدرسِها فكأنّني 

أحصي هناك تخوفًا اصفارَها


خسروا سريعًا ظلَّها وظليلَها 

ولقد جنى صفرُ اليدين غبارَها


وتستّروا خلفَ السرابِ ليدرؤوا 

صخبًا فقدَّت سترَها وستارَها


سوداءُ قد أفلت وجفَّ غديرُها 

دفنت بليلٍ ليلَها ونهارَها


كسحابةٍ رعدت فكانَ وميضُها 

سيفًا يُقطّعُ ومضُها امطارَها


ورمت صخورَ اليأسِ فوقَ محبِّها 

قذفت كصاليةِ الّلظى احجارَها


وأنا وقفتُ بتلَّةٍ متعجّبًا

أحصي خلافَ رياحِها اضرارَها


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الأحد/ ١/ ٨/ ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق