= = حيٌّ يُرزقُ = = بقلم الشاعر..سعد محمود الجنابي

 في معارضة قصيدة المتنبي الني مطلعها :

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

= = = = = = حيٌّ يُرزقُ = = = = = = 

لا شيءَ يعـلـو الراحَ حـينَ يُعَـتَّـقُ       

................. طعـماً، وفي قـلبي الغـرامُ مُعَـتَّـقُ 

وثَـقـوا بقـلـبي حـيـنَما سكـنـوا بهِ            

................. والـقـلـبُ في قـولٍ وفـعـلٍ أوثَـــقُ

وكـأنـهُ يـأبى الـتـحــرُّكَ مِـثـلـمـا                

................. حُـرِمَ الـحِـراكَ مُـكـبَّــلٌ ومُـوثَّـقُ

فـبـرغـمِ أنَّ الـنـبـضَ مـنحـةُ ربِّـهِ             

................. والنبضُ في الخـفَّـاقِ حـقٌّ مطـلقُ

لـكـنَّـهُ اخـتـارَ السكــونَ بـخـفـقِـهِ                

................. في نيلِ راحـةِ مَن أحـلُّوا ما بـقـوا 

والآخــرونَ تــوهَّـــمــوا لما رأوا              

................. مِـنـهُ الـتـجـلُّـدَ فـهـو حـيٌّ يُــرزقُ 

ما بالُ أجـفـاني بُـعَـيْـدَ نُـزوحِـكُـمْ             

................. وغـيابِـكُـمْ عـن نـاظـريْ تَـتَـفَـرَّقُ 

إنْ كنتَ تزهدُ في الوصالِ فأنَّـني        

................. فـيهِ (لفرطِ الـوجـدِ فـيكـمْ) أغـدقُ 

أَمِـنَ الـعـدالةِ فـوقَ خـدي أدمُعـي           

................. ودمي عـلى خــدَّيـكَ دوماً مُهـرقُ 

ولقد عشقتُ بهِا رخـامـةَ صوتَـها          

................. يسري وصولاً لـلـفـؤادَ ويـطـرِقُ

أبـلـتْ إذا نـطـقــتْ بـلاءَ مـقـاتــلٍ             

................. بالسيفِ يُسفـكُ لـلـدمـاءِ ويُـهــرِقُ

صوتاً كـتـغـريـدِ الـطـيورِ بـأيـكـةٍ            

................. والأيـكُ يستـمعُ الـنـشـيـدَ ويُـورقُ 

والـقـلبُ يُرجِعُ شجـوَها وغـناءها        

................. بـصـبـابـةٍ وبـعــبــرةٍ تـتــرقــرَقُ

فـالصوتُ ما إنْ رقَّ شقَّ طريـقَـهُ

................. كـالـبرقِ نـحـوَ القلب إذ لا يُـلحـقُ

والعينُ إنْ صدقتْ برؤيا من ترى     

................. فـالأذنُ فـي تـرسيـخِ ذلـكَ أصدقُ

أيـقـنـتُ أذ نطـقَ الـفـؤادُ مُجـاوبـاً           

................. أنَّ الـقـلوبَ (وإنْ بصمتٍ) تنطـقُ 

وأصاب بـشـارُ بـنُ بـردَ بِـقـولَــهُ

................. الأذن قـبـلَ الـعـينِ مِـنَّـا تـعـشِـقُ* 

* : قول بشار(الأذن تعشق قبل العين أحيانا)

القصيدة من الكامل والقافية من المتدارك

بقلمي / د. سعد محمود الجنابي