بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
نبع العطاء
مِن دَوحَةِ العِشقِ مِن غَيمَاتِ تِشرِينِ
مِن أبيَضِ اللّوزِ مِن عِطرِ البَساتِينِ
أَتَيتُ والشّعرُ في الآفاق يَحمِلُنِي
وَجَذوَةِ الحَرْفِ إنْ أبطَأتُ تَكوينِي
أُهدِي المَليكَةَ مِن أحلَى أزاهِرِها
ثَوْبًا نَقَشتُ بِهِ أحلَى تَفَانِينِي
وَقُلتُ يَا شِعرُ زَيّنْ هَامَ أحرُفِهَا
وَطَوّقِ الجِيدَ عِقدًا مِنْ رَيَاحِينِ
فِي أَرضِ فُصْحَاكِ قَد سَيّرتُ قَافِلَتِي
وَجِئتُ نَبْعَكِ عَذبُ الماءِ يُغْرِينِي
وَرُحتُ أَنْهَلُ مِنْ مَغنَاكِ مَا عَجِزَتْ
كُلُّ المَنَاهِلِ فِي الأكوانِ تَرويني
مِن فَيضِ وَجدِكِ قَد سَطّرتُ أغنِيَتِي
وَصُغْتُ حَرْفَكِ شِعْرًا فِي دَوَاوينِي
وَصِرْتُ فِي الكونِ لو قَد رُحتُ أُنشِدُهُ
كالدّفءِ أجلو بهِ بَرْدَ الكَوانِينِ
عَذْبُ البَيانِ إذا ما زُرْتُهُ وَهِنًا
أرجُو الشّفَاءَ مِنَ العِلّاتِ يُشفِيني
كَنزُ البَيانِ فَسَلْ سَحبَانَ هَلْ عَجِزَتْ
أو نَالَهَا الوَهنُ فِي شَتّى المَيَادِينِ
تغشى القلوبَ ضِيَاءً والعُقولَ سَنىً
و تَسْلُبً اللّبَّ وحيًا دونَ تَلقينِ
بِهَا الكِتَابُ وآياتٌ لَقَدْ نَزَلَتْ
شَفَتْ قُلوبَ اليَتَامَى وَالمَسَاكينِ
فَاقرَأ بَلاغَتَهَا مَا شِئتَ مُنتَشِيًا
في سُورَةِ الكَهفِ أو فِي رُبْعِ يَاسِينِ
رَمَاكِ بِالعُقمِ مَنْ عَادُوكِ أو حَسَدُوا
وَرَدَّدَ القَولَ غِرٌّ دُونَ تَبيينِ
وَرَاحَ يَزهُو بِأَلفَاظٍ يُرَدّدُهَا
وَيُبدِلُ الصَادَ عِنْدَ النُّطقِ بِالسّينِ
بالعَجْزِ حِينًا وَ سُوءِ الحَالِ يَنعَتُهَا
يُلقِي عَلى نَخلِهَا أحجَارَ سِجّينِ
ذَاتَ الجَمَالِ حَمَاكِ اللهُ يا لُغَتِي
نَبعَ العَطاءِ وَآمالَ المَلايِينِ
تِيهِي فَخَارًا بِأَرضِ اللهِ وَانتَصِبِي
وأظهِرِي الدّلَّ فِي أحلَى الفَسَاتِينِ
كالنّورِ كُونِي كَدَفقِ الطّيبِ فَانتَشِري
وَاجرِي دِمَاءً تَسَامَتْ فِي شَرَاييني
إنّي جَعَلتُكِ نِبرَاسًا أَسِيرُ بِهِ
مِنْ مَبدَأ الخَلقِ حتّى وِقْفَةِ الدّينِ
فَقَدْ عَشِقتُ مِنَ الأَشياءِ أَجمَلَهَا
وَحُسْنُكِ اليومَ يا غَيداءُ يُغرِينِي
شعر عدنان أبو شنار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق