الخميس، 23 ديسمبر 2021

نزيف من جراح امّتنا بقلم الشاعر عبد الله ضراب


 نزيف من جراح امّتنا

بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري

***

تَهادَتْ بِنَا الأيّامُ سُودًا لَيالِياَ … وأمستْ حَوادي الرُّوح ثكلى بَواكِياَ

وعانتْ من الويلاتِ في كلِّ لحظةٍ … نفوسٌ رماها الغربُ بالظلم قاسياَ

فأضحى كلامُ القلبِ دمْعا مُرَقرِقا ً… وهذا نشيدُ الجُرحِ ينزفُ ناعياَ

وعُضِّي نيوبَ الدَّهرِ إنِّي لصابرٌ … مقيمٌ على الأشواك عُمْريَ راضياَ

ولن يسمعَ الأعداءُ منِّي تأوُّهاً … وإن كنتُ أقضي الّليلَ لله شاكياَ

وأخفي خلالَ الصَّدر والهمُّ طافحٌ … جراحا يفيضُ الآهُ منها سواقياَ

ألا ليت هذا الشِّعر يُسعفُ في الورى … ويروي إلى الأجيال ما قد جرى لِياَ

ولكنَّ قولَ الشعر يُلهبُ لوعتي … ويُذكي جمارَ الحزن في القلب ثانياَ

***

أَأَسْلُو وأرض الله تَمخُرُ في الوغى … ودين ٌيُجلُّ الله يَرسُفُ عانيا؟

أَأَسْلُو وهذا الكفرُ يُفرض عُنوة ً… ويُقسى على من قام لله داعيَا؟

أَأَسْلُو وشبلُ الضَّاد يَرطَنُ لاَحِنًا … ويُغريه أنَّ الرَّطنَ يَرفع عالياَ؟

أأسلو وجيلُ اليوم يجهلُ دينَه … ويغدو بمكرِ الغرب للفتك ضارياَ؟

ويُرمى إلى الإسفاف والفتك والخنا … ليبقى عديم النَّفع غِرًّا وخاوياَ

أأسلو وأمرُ العُرْبِ للغرب تابعٌ … وأمسى عن الإسلام والعدل نائيا؟

أأسلو ومُدْيُ الذَّبح تُشحذُ حولنا … وهذا ذبيحُ الغدر يلعب لاهيا؟

أأسلو وبنت الدِّين تُفضحُ في الدُّنا … فتبكي ولكن من يصونُ البواكيا؟

أأسلو وصُلبانٌ تُقام بأرضنا … فتغوِي ببعض اللَّغو من كان غاويا؟

أأسلو وبغدادُ العريقة تشتكي … خِلافا وإخلافا وغدرا وغازياَ؟

أأسلو وسودانُ الشريعة رازحٌ … أتى الكفرُ يلوي اليومَ ما كان بانيا؟

أأسلو وصومالُ العروبة شاخبٌ … تَداعَى عليه الكفر فانهدَّ ذاويا؟

أأسلو وشيشانُ الأخوَّة في الهدى … طريحٌ يلوك الذلَّ في السرِّ شاقياَ

أأسلو وبَلقاني يُقَدُّ من الحمى … غدا في يمين الكفر والبؤس ثاويا؟

أأسلو وأفغاني تناثر شعبُه … قتيلا وخوَّاناً طريداً وطاوياَ؟

أأسلوا وسوريا المجد تسقط في الوغى … تَداعَى عليها الغدرُ سرًّا وباديا

أأسلو وبيتُ القدس ديسَ بخسَّةٍ … فأضحى جريح المَتْنِ في الأرض خالياَ؟

أأسلو وغزَّاءُ الشهادة حُوصرتْ … كأنَّ الرَّدى المسكوب لم يكُ شافيا؟

كأنَّ العِدى في الأهل خاب رِهانُهم … أذى خلطة الفُصفُور لم يكُ قاضياَ

أأسلو وليبيا العزِّ يُطعن عزُّها … بِنَوْكَى بني الأعراب طعناً مُغاليا؟

لقد بالغوا في الكيدِ والغلِّ والأذى … لقد أظهروا بالغدرِ ما كان خافياَ

أأسلو وصنعاءُ المكارم ِهدّها … عميلٌ بإسم الله يقفو الأعاديا

أأسلو وأشياخُ الشريعة قد غدَوْا … لدى أمَّة الصُّهيون جيشا مُواليا؟

إذا لم يَعِ الأشياخُ حِبكة ناقمٍ … فقلْ يا رؤوس الجهل صبِّي البَلاوِياَ

***

سَلَوْنا زمانَ النَّومِ واليوم أيقظتْ … طبولٌ لأهل الغلِّ من كان غافيَا

سبَابٌ لخير الخلقِ أدمى قلوبَنا … وذبحٌ لأهل الحقِّ قد صار عادياَ

ولكنْ إذا الويلاتُ حلَّت بدارِنا … صبرنا وكان الله عدلاً وكافياَ

وُعِدْنا بأنَّ النَّصر آت إذا طغوْا … فطوبى لمن يبقى شهيدا وحامياَ

ألا إنَّ عهد الله نصرُ بني الهُدى … فهل صار شعبُ الذِّكر للعهد ناسياَ

ومن أسلمَ الإخوانَ للظلم خاذلاً … سيغدو وبعد العارِ في الظلم هاوياَ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق