الأحد، 26 ديسمبر 2021

درة الزمان ملحمة الضاد .. لغة القرآن.. بقلم الشاعر... خالد خبازة


 درة الزمان 

ملحمة الضاد .. لغة القرآن

في اليوم العالمي للغة العربية  أنثر  بعض ابيات من قصيدة طويلة . تجاوز تعداد ابياتها حتى الان المائة بيت ومازالت قيد الزيادة 

هي ملحمة بحق .. تتحدث عن مناقب لغة القرآن الكريم ومجازها و اعجازها و بيانها مفخرة العرب 

و قد اخترت منها فقط ثمانين بيتا  هنا عله يستوعب الفيس نشرها 

و الثصيدة مارالت قيد الزبادة للحديث عن باقي مناقبها الذي يستحيل على الحرف الاحاطة بها 

من أول البسيط .. و القافية من المتواتر


يا سورةً أنزِلت و الضادُ ترويـها ... جاءَ الكتابُ بها .. فالحقّ يتلـــــــوها

و آيــــةً في كتابِ الله منــــــــزلةً ... من السماءِ .. تعـــــــالى اللهُ محييها 

تباركت كلمـــــاتُ الله حافظــــــةً ... أمَّ اللغات .. فـــــــلا شيءٌ يحــاكيها

تسامقت بعٌـــلى الرحمنِ حافظـها ... حـــــتى ملائكة الرحمــــــنِ تحكيها

ضادُ الجِنان .. ورسلُ الله تقرأها ... يـــومَ الحسابِ .. قلا تطوى مراقيها

ضادُ الجنانِ وآياتُ الهدى اتحدت ... مــــنزَّهٌ حرفُها ...تسمو النهى فيـها

حسناءُ باكرها الربيــــعُ فأزهرت ... فيها النضــــارةُ .. تزجيها معانيـــها

يا قامـــةً في لغاتِ الأرض قاطبةً ... ماطالها لغــةٌ في الأرضِ .. تشبيها

ما يُنطقُ الحرفُ منها فانثنى عبقُا ... الا تعطرتِ الدنيـــــا .. و أهلـــوها 

كم اسكرتنا استعاراتٌ بها انطلقت ... كأنمــــا صَبَّ كاسَ الراحِ ساقيــها

 فالديــــنُ فاتحةٌ ..  و الضادُ أيتُها ... لطالما كانَ ربُّ العرشِ يتــــــلوها

كانت لمَعلمــــةِ الاســــــلامِ رايتَه ... و كان كوثــــرُها الاســـلام ساقيها  

تعلو اللغـــاتِ صفــــاءً و النقاءُ بها... كأنهـــا الشهدُ اذ تحـــــلو مساقيها 

من قبل ما جاءها الاسلامُ داعيـــــةً... قد جــاء داعٍ الى الاسلام يدعوها

قد خصَّها الله بالقـــــرآنِ معجـــزةً ... أحبب بها لغــــةً تسمو الدنا تيـها

فاللهُ صاغ لنـــا من صنعِه لغــــةً ... تبــرا النفوسُ بها .. قد جلَّ باريها

هي البيانُ تجلى في الدنــا صورًا ... فالدهر يثمــــل سحرًا حين يرويها

يا آيةً قالها الرحمـــنُ مطلقــــــها  ... تعلو و تعلو .. و لا شيءٌ يوازيها

راياتُها الخضرُ في تاريخها ارتفعت ... وكيف لا ولواء المجد يزجيـــها 

رأيتُ فيــــها كتـــابَ الله معجزةً  ...  يسابــقُ الحرفَ  ترتيلا و تنزيها

تعمَّدتْ بحروف الذكــــرِ آيتــُــها ... حتى أتـــاها ضحى القــرانِ يعليها

أمُّ اللغاتِ ومن في الكونِ ينكرها ؟! ... هل ينكرونَ و آيُ الذكرِ تعلوها

تجري البلاغةُ فيها جريَ عاصفةٍ ... باسمِ الفصاحةِ مُرسيها و مُجريها (*)

لكم علت فوقَ بـــابِ المجدِ قامتُها ... تكللت بسحابِ المجــــدِ يســـقيها

تتيه فوق لغــــــاتِ الأرضِ قاطبةً ... ما أجمـــل التيـــه  تعلوهُ فيعليها

تنوءُ تحتَ جبالِ الضــــاد كلُّ لغًـًا ... فتنحني وجبـــالُ الضاد تحويــها

تتوجـــت برؤى الاعجازِ  شامخةً ... فياله من عظيمِ التــــــاجِ يعلوها (*)

فجرٌ تنسَّم من أنـــــدائِهن شذىً ... و أصبحَ الصبجُ  يصحو في تجليها

قد أسفرَ الليلُ عن أنوارها صورًا ...و أفصحَ الصبحُ عن معنى لياليها

ما أسكر الفكرَ منها ..مثلُ أحرفها ... كل اللغاتِ تراها  جُمِّعت فيـــها

حرفٌ أفــاقَ الليـــالي من تثاؤبــها ... والنجمُ يصحو على أنغامِ حاديها 

تربعت عرشَ ما تصبو اللغاتُ له ... ما طاولتها لغاتُ الأرضِ تشبيها

حروفُها مفرداتٌ ضاق عن عددٍ  ... تُحصى الرمالُ و لا تُحصى معانيها

صروحُها المفرداتُ الغرُّ شامخــةٌ... تجلو سوادَ الدجى والنورُ يُضويها (*)

ما سبَّح اللهُ .. الا لأحـــــرفِهـــــــا,,, و الشمسُ تشرقُ .. الا في معانيها

فما الأزاهيرُ الا من حدائقِهـــــــا ... تغــــدو الجنانُ ظــلالا في روابيها

لله من لغــــــــــةِ القرآن أحسنَها ... صنعًا فبان بها الاعجــــــازُ تنويها (*)

قد خصَّها الله بالقــــــرآنِ معجزةً ... تعانــقُ الأنجـــمَ الزهرا  و تعلوها

أم اللغاتِّ على الاطلاق ما خفيت ... حسنُ استعاراتِها .. تزدانُ  تشبيها (*)

تسقي الفصاحةُ اعجــــــازًا فتنهلُه ... فيفصحُ الحرفُ عمــا كانَ تمويها (*)

ما شاءَ ربك الا ن تكـــــونَ ضيًا  ... لا تشرقُ الشمسُ الا من حواشيها

لا الصبحُ يفصحُ  الا عن معالِمها ... و الحسنُ يظهــرُ ما تخفي خوافيها

يا سورةً نزلت و اللهُ منشـــــــؤها ... جاء الكتـــابُ بها .. بالحقِّ يتلوها

قد خصها الله بالاعجــــازِ منفردًا ... وصانها عن عيوبِ الحرف تشويها

أوحى بها الله ..  تنزيـل الاله هدىً ... قد سطر الخير و الايمـــانَ تنزيها  

هذا كتابٌ تعـــالى الله قائلــُــــــــه ... اقرأ كتـــابَك ضادًا .. قاله فــــوها

تباركت كلمــــــاتُ الله حافظــــــةً ... أمَّ اللغات .. فلا شيءٌ يــــــوازيها

تسامقت و رضا الرحمنِ بـــاركها ...حتى المـــــلائك ترويها و تحكيها

ما يُنطق الحرفُ منـها فانثنى عبقًا ... الا تعطرتِ الأكوان تطــــــــريها

كم قد رموها بضعفٍ عن مواكبــةٍ ... فأسكتَ الدهـــرُ قاليهـــا  وراميها

هل أفلح الأبترُ المشـــــؤومُ شانئها ... ما نالَ منها ..  و لا ما قالَ قاليها

تكافأت في هواها الروحُ فانـطلقت ... ما اعذبَ الروح تشدو أذ  تغنيـها

تسامقت في سمـــــاءِ الله مفـــــردة ... و أسرجت شهبَ الابـــداعِ يُغنيها 

تغفو الحضارةُ و الدنيا على جمــلٍ ... تكافأت في رؤاها بعضُ ما فيها

قد وَحدت أممَ الاســـلام و انتشرت ... تكاملَ الخلقُ منها واحــــدًا فيها 

اذا الزمــــان تولى البحثَ عن لغـة ... أشار للضـــادِ بالابهــــامِ يعنيها

يأتي الزمـــانُ اذا ما  الفجـــر كللـه ... فيشرقُ الفجر مختــــالا بها تيها  

قد يعجزُ الوصفُ حتى عن مناقبها ... و ليس تعجزُ عن وصفٍ قوافيها (*)

اذا الجمـــــالُ تراءى في مطابقةٍ ... أثنى عليـــــها التفاتٌ في تثنيهـــا (*)

لا يشرقُ الحسنُ الا في استعارتِها...و لا السلافةُ الا في تكنّيـــــــــــها (*)

فللكنــــــايةِ حــظٌ في معـــــــادلة ... تراهـــا تأتلق الألفــــــاظُ تمويها 

تــرى التطابـــقَ فيها زادها ألقـــا ... و للجنـــاسِ حديثٌ عن تجليـــها (*)

يجانسُ اللفظ  ألفاظـــًا فتحسبــــها ... شهدًا تذوَّب .. أو خمـرًا يروّيها (*)

تعلو الفصاحةُ و الفصحى لها مددٌ ... فيعجزُ الأفـــقُ عنها في تعاليها  

كم شاعرٍ صاغَ من أصدافِها دررًا... وغاصَ في مفرداتٍ تزدهي تيها

يفـــوهُ بالحرفِ مزدانــــًا بمفــردةٍ ... كلؤلؤٍ صاغها الرحمــن في فيها

كانمــــا الراح معصورٌ بقافيــــــة ... ما أجمل الراح تُسقـاها و يسقيها

قد وحدت في مـــدى الأيـامِ أمتنـــا... تشرذمت شيعًا ضاقَ النهي فيـها

لا  تعـدمُ الحسن في فكرٍ وفي حكمٍ... و لا الطـــلاوةَ  في أنــدا قوافيها

تفنى اللغاتُ و تبقى الضادُ شامخــةً... تعانق النجمَ أفــــلاكًا و تعــلوها

ما انكــرَ الدهرُ منها حالَ  حاضرِها... الا ورنحه .. أمجــادُ ماضيــها

كم آيــةٍ مــن رؤى الرحمنِ أتقنـــها ... صنعًا فأحكم فيها الصنعَ باريها

هي الأمانُ .. وتبقى سرَّ وحـــــدتنا ... تباركَ الله .. معليــــها ومنشيها

يفنى الزمانُ و تبقى الضاد خــــالدة ... على الزمان و عين الله تحويها

تجفُّ كل سـواقي الأرضِ ان بعدت  ... عن العطاءِ و لا تفنى سواقيها

تاهت على الكـون ما شـــاءَ الالهُ لها ... حتى ترنح  من سكرٍ بها تيها 

لو لم يكن في الدنا الرحمنُ خالقُها ... كانت لنا الربّ  نُعليها و نرضيها 

أستغفرُ اللهَ ..لا أشركْ بـــهِ أحــــــدًا... أكادُ أعبـــدُها في الله تــــــــأليها

يُطوى الزمانُ ويفنى الخلقُ أجمعُهُم...و ليس يبقى سوى الرحمن باريها

 و يجلسُ اللهُ فوق العرشِ منفردًا... و الضادُ تحتَ لواء العرشِ يحميها


...:.


خالد ع . خبازة

اللاذقية

(*)  الاعجازو المجاز و البلاغة و الفصاحة و المفردات و التطابق أو الطباق و الجناس و التجنيس و الاستعارة و الكناية و التشبيه ..  جميعها من معالم و أركان علم البيان و البديع الذي تفتخر به لغة الضاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق