الاثنين، 1 أغسطس 2016

قصيدة بين غرناطة وغزة بقلم الشاعر الكبير فارس العبيدي

( ( ( بيْنَ غرناطةَ و غزَّةَ ) ) )
مـَنْ ليْ بذاتِ الخـالِ حينَ تَرودُ 
بمَعِيـَّةِ الأتـرابِ و هـيَ تَمـيــدُ
---
إنْ مَـرَّ رَكْـبُ رِحالِهـا بدِيارِنا 
يَنْسَلُّ منهُ أَريجُهــا المنشودُ
---
و يُلطِّفُ الأجواءَ ، يَشـرحُ صدرَنا 
كنَسيمِ رَوضٍ عطَّـرَتـْـهُ ورودُ
---
أ وَتُسعِـدُ العبْدَ المُتَيَّمَ نظرةٌ
مـنْ طرْفِهـا في غفلـةٍ ، و تَجـودُ
---
أمْ إنَّها تخشىْ افتِضاحَ غرامـِنا
فيخوضُ فيهِ عواذلٌ و حَـسُـودُ
---
إنِّي علىْ ما تَرْتَئِيْـهِ مُـؤَمــِّــــــنٌ 
و لهـا القرارُ وحُكمُها محمـُــودُ
---
يا ذاتَ خــالٍ لا أُطيق ُفِراقَـــــهُ 
رِفقاً بقلــبٍ ، إنْ جـَفَوْتِ يَبيـْـدُ
---
نحنُ الأُباةُ و للـدِّيارِ حُماتُهـا 
عَـلَمٌ يرفرفُ ، فيْ السَّما مـَعقُودُ
---
يَتَهالـَكُ الأعــداءُ قبلَ لقائِنا،
تَخشىَ الكواسرُ زحفَنا، وجُنُـودُ
---
و جُيوشُنا، شَرَفًا يُهَابُ جَنابُها
و حُصونُنا فيْ النائباتِ عَــنـودُ
---
شهِدتْ لنا ساحُ الوغىْ بدَماثةٍ 
فَطِبـاعُـنا بينَ الأنامِ عُـهــُودُ
---
للسِّلمِ نجنَحُ قبلَ أيِّ و قيعـَـــةٍ
و حُدودُ ربِّ العـالمـيـنَ قُـيُـــودُ
---
حتّىْ إذا احتَدَمَ الصِّراعُ، تقدَّمَتْ
أجنادُنا، كالصَّـاعـِقـاتِ تُبيــــدُ
---
فمـَنِ انْبَرىْ لقتالنا اختارَ الرَّدى
و مـنِ انْزَوىْ فلأهـلِــهِ سَـيعـودُ
---
عجبًا، ديارُ الأكرَمـينَ تَسُوسُهـا 
أُمَـمٌ رِعـاعٌ ، و الـرِّجـالُ حُـشـودُ
---
ما نَفْعُ آلافِ الجنودِ إنِ اختَفَوا 
بجُحــورِهِم ، عندَ النِّزالِ قُعُودُ..؟
---
إِيْهـًا فُؤاديْ كمْ سمـِعْتَ لمجدِهِمْ 
قِصصاً ، فهلْ بانَتْ لهُنَّ شهودُ
---
أَ يُزَيَّفُ التاريخُ و هوَ حـقيقةٌ 
و تُبَـدَّلُ الأدْوارُ و هْــوَ شـهيــدُ..؟
---
يا سامعـًا نَوْحِـيْ سألـْتُكَ بالذيْ 
فطرَ السماءَ : هـلِ الزَّمـانُ يعودُ..؟
---
غِرناطةُ الأمسِ القديمِ أرىْ لها 
شَبَهـًا بغـزَّةَ ، مـا لـهُـنَّ عمـيـــدُ
---
حين استَغـاثتْ لمْ تَجـِدْ لندائِها
مـَلـِكـًا يصُــدُّ عَــدُوَّهــا و يَــــذودُ
---
تُغتالُ فيكِ اليومَ غَزَّةُ صُوْرةٌ 
للـكِبْرياءِ ، مَـثيلُهَــا مــَفقُـــــودُ
---
و يُقامُ قُربانٌ و تُذبَحُ أمَّـــــــةٌ 
و يُبادُ شـعــبٌ و القُلـوبُ جُـمـُــودُ
---
مـيزانُ عدْلِ الحاكِمينَ مُعَطَّلُ 
و ضـمـيرُ أمَّـتِكِ العَمـيْ مَـــوْءُوْدُ
---
زعموكِ لـلآرهـابِ أنْتِ ربيبةٌ 
و بأنَّ سعيَكِ فيْ الحياةِ مَريْدُ
---
نَبكيكِ أم نبكيْ العُروبةَ أمَّـةً
و لبعضِـنا ظُلْمٌ علـيكِ شديدُ
---
هـا أنتِ وحدَكِ في النِّزالِ غريبةٌ 
و النَّاطِقُونَ الضَّادَ عنكِ بعيدُ
---
هـمْ غـارقونَ بغَيِّهـِمْ و ضَلالـِهِـمْ
و جهادُ شعبـِكِ في الورىْ مشهودُ
---- 
نظمت ونشرت في 31 تموز 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق