الأربعاء، 3 أغسطس 2016

وليمة للذئاب بقلم الشاعر الكبير معروف عمار


وليمة للذئاب
=======
طَوَيتُ مخافةَ الزلل الرِّقاعا
وحطمتُ المحابرَ واليراعا
...
تَكاءَدَنِي على صنعاءَ هَمٌّ
فأورثني الكآبةَ والصُّداعا
...
أراها والمَهاوشُ قد دهتها
وبات زمامُ إمرَتِها مَشاعا
...
وتلك دمشقُ ترزحُ تحت نِيرٍ
به صرحُ الحضارة قد تَداعَى
...
كأن الدُّورَ لم تشهد حياةً
لها مِن قبلُ أو تحرز مَتاعا
...
وأشنع من لقاء الموت عَيشٌ
به الأسياد قد أمسوا رعاعا
...
وأسمع من خرير النيل آه
تكاد تمزق الكون التياعا
...
فإن القلب إذ يشكو أنينا
تئن له جوارحه تباعا
...
أرى الهَرَمَ الذي أفنى دهورا
كأن على الرحيل به زِماعا
...
وما بغدادُ إلا ذات ركنٍ
أراه اليوم يهتز انصداعا
....
ونَقعٌ ينجلِي عن وجه مَسخٍ
وعن سبل الحياة أرى انقطاعا
...
فإنْ تَقُلِ: العَزاءَ فَمَنْ تُعَزِّي ؟
وقد وسع المنونُ هنا البقاعا
...
وتلك ربوع برقة وهي تبكي
أخا هيجائها الأسدَ الشجاعا
...
تُوَلوِلُ والطُّلُولُ على شبابٍ
جَنَتْ منهم يدُ الموت اليَفاعا
...
إذا ما الخُلفُ وُلِّيَ شأنَ قومٍ
أذاقهم التناحر والصراعا
...
وتَغلِبُ وحدةُ الصف المُعادِي
ولو ركب البوارجَ والقلاعا
...
فشدوا القيدَ مااهتاجت رياحٌ
يُثَبِّتُ في سياستها الشِّراعا
--------------------
معروف عمار ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق