الجمعة، 11 سبتمبر 2020

قالت لي النجمات ..بقلم الشاعرة ... سعيده باش طبجي

 ✨قالتْ لِيَ النَّجْماتُ✨


أسْرَى السُّهادُ بِلَيْلةٍ لَيْلَاءِ

و سَقَى وَريدِي مِنْ دِنانِ شَقاءِ

و تَدَاعَتْ الأشْبَاحُ في غَسَقِ الدُّجَى

و العَتْمُ سَاجٍ سَاخِرٌ بِعَنائِي

فَطفِقْتُ أرْتَقِبُ الضّيَاءَ يَضُمُّنِي

و يَرُمُّ شَرخًا نَزَّ فِي إِنْشَاٸِي


رَقّتْ لِيَ النَّجْمَاتُ لمَّا عَايَنَتْ

فِي مُقْلتِي تَغْرِيبَةَ الشُّعَراءِ

و بِخَافِقي أرْجُوحَةً مَحْمُومَةً

نَامَتْ بِلَا حُلْمٍ عَلَى الحَصبَاءِ

و عَراٸسُ الأشْعَارِ فِي خَيْبَاتِها

تَجْثُو ثَكالَى فَوْقَ جَمْرِ فَنَاءِ


مَالَتْ عَلَى قَلْبي المُقَرَّحِ حُرْقةً

مَسَحَتْ  بِجَفْني دَمْعَةَ الأرْزَاءِ

لمَّا رَأتْنِي فِي صَقِيعِي أصْطَلِي

ألقَتْ شُعَاعَ الدِّفْءِ فِي الأحْشَاءِ

و عَلَى خُدُودٍ مِنْ سَقامٍ رَبَّتَتْ

أهْدَتْ لَهَا اِطْلالَةَ الجَوْزاءِ

فَتَفتَّحَتْ أكْمَامُها و تَوَرَّدَتْ

 أحْلَامُها فِي الأعیُنِ النَّجْلاءِ


نَطَقَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ تُؤنِسُ غُرْبَتِي

تُهْدِي لِتِيهِي حِكْمَةَ الحُكَمَاءِ 

قَالَتْ وَ قدْ قَرَأَتْ بِنَبْضِي مِحْنَةَ

الأشْعَارِ فِي زَمَنِ النَّوَى و الدَّاءِ :


"طُوبَى لِنَبْضٍ بِالقَوَافِي مُفْعَمٍ

 إنْ كَانَ مَمْهُورًا  بِفَيْضِ عَطَاءِ

إنْ كَانَ مَنْسُوجًا مِنَ الأحْلامِ 

و الأنْوَارِ و الأنْسَامِ و الأشْذَاءِ

يَشْتَقُّ فِتْنةَ حَرْفِهِ مِنْ صِدْقِ

إِحْسَاسٍ وَ شَدْوِ عَنَادِلٍ بِغِنَاءِ

تَنْسَابُ نُكْهَةُ سِحْرِهِ مِن دَفْقةِ

الحُبِّ الأَصِيلِ وخَفْقَةِ الخُيَلَاءِ.


"الشِّعْرُ رَوْضٌ بِالزََنَابِقِ عَابِقٌ

طُوبَى لَكُم يَا مَعْشَرَ الشُّعَراءِ

نَفْحُ الشَّذَا فِي شِينِهِ..عَبَقُ العَبيرِ

 بِعَيْنِهِ ...رَغْدُ الرُّؤَى بِالرَّاءِ


"لَا تَحْزَنِي فَالشِّعْرُ بَلْسَمُ سُهْدِکُم

وَ سُلافُ کَأْسِ النَّبْضةِ الزَّهْرَاءِ

إِحْسَاسُ صِدْقٍ بِالجَمَالِ مُخَضَّبٌ

إِكْسِيرُ رُوحِ الصَّبْوَةِ العَذْرَاءِ

إنْ کَانَ مَهْدًا بِالغَرامِ مُدَثَّرًا

یُهْدِي صَقیعَکِ جَمْرَةَ الإِحْیَاءِ

وإذَا تَرَامتْ بالقَتَادِ دُرُوبُهُ

و الشَّوْکِ وَ الأحْساكِ والحَصْباءِ

فهْوَ النِّضَالُ...حُرُوفكمْ أسْيافُكم

بالشِّينِ شَوْكًا في وَتِینِ الدَّاءِ

و العَيْن تُعْمِي بِالأهَازيجِ العَمَى

و الرَّاء تَفْرِي رِعْشَةَ الرَّمْضَاءِ.


"لا تَحْزَنِي فالعَتْمُ لا يَبقَى طَويلًا

و الدَّوَا مِنْ جَمْرَةِ الأدْوَاءِ

 كُونِي كَما النَجْمَاتُ تَهْوِي ثمَّ 

تَصْعَدُ لا تَنِي.. کالشُّعْلةِ الشّمَّاءِ


"هَا نَحْنُ فِي فَيْءِ الدُّجُّى لا نَنْثَنِي

و نَظَلُّ نَنْثُرُ بُهْرَةَ اللأْلاءِ

و نَظَلُّ نَعْرِفُ أنَّ نُورَ الشّمْسِ

 يَهزِمُ نُورَنا  فِي شَهْقَةِ الأندَاءِ

فنَغُورُ في جُرْف المَهاوٍي و النَّوَی

 نَهفُو الى تعْريشَةِ الإسْراء

لَا نَرْعَوِي و نَظَلُّ نَحْلُمُ بالسُّرَى

فَوْق الدَّياجِي في ذُرَی الجَوْزاءِ

نَشْتاقُ أعْتامِ الظَّلامِ  لِنَنْشرَ

الأنْوَارَ زَخَّاتٍ عَلَى الأحْیَاءِ


"هِيَ دَورَةُ الأزْمَانِ شَاعِرتي فلَا

نُورٌ  بِلَا عَتْمِ المَدَی المُتَناٸِي

کُونِي بِأفْقِ الشِّعْرِ  جَذْوةَ نجْمَةٍ

لا تسْتَبِیهَا صَوْلةُ الأرْزاءِ

ما هَمَّها فِي العُمْرِ مَوْسِمُ عَتْمةٍ

لِلَّیْلِ  یَنْشُرُ سَوْأَةَ الظّلْماءِ

فَمَواسِمُ النُّورِ المُضَمَّخِ بالشََّذَا

تَسْقي دَیَاجِیرَ الأسَی العَجْفَاءِ...٠ "


***

خَجِلَ الظَّلامُ مِنَ الضِّیاءِ  بِمُقْلةِ

النَّجْمَاتِ فانْزاحَتْ فُلُولُ الدَّاءِ

و نَظرتُ و الأنْوارُ تَمْهُرُ مُقْلَتِي

و تُخضِّبُ الأحْلامَ بالحِنّاءِ

و ظَللْتُ أرْقُبُ عُرْسَ أفْرَاحِ المَدَی

و النُّورُ أُفْقِي و الجَمالُ سَماٸي

و الشّعْرُ إکْسِیري و بَلْسَمُ لوْعَتي

یُنْبوعُ صَحْرَاٸي و دَفْقَةُ مَاٸِي.


             ✨  (سعیدة باش طبجي* تونس)✨


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق