راحلة ..
.
ـ إليك في جنة الخلد إن شاء الله ..
.
يا خير راحلة في كــــــلّ من رحلوا
روحي لديك على الأعتــــــاب تنشتل
.
أودعت قلبي بقبر ثـــــــــمّ عدت بلا
قلبٍ .. وصدري من الأحزان مشتعل
.
أغالب الدّمــــــــــــع مكلوما ويهزمني
المـــوت رعد و برق و المدى وشل
.
و أحبس اللفظ مخنوقا أفـــــــــــرّ به
أذا سئلتُ فيخلي السّـــــاح من سألوا
.
كيف السّلو و قــــــــــــدْ وَلَّتْ مفارقة
من غير ما أمل فـــي العود يحتمل
.
يأتي الصّباح وقرص الشمس ملتحف
ثوب السحاب يداري حــــاله الخجل
.
قد كــان منكِ سناء الشّمس مرتشفا
و من بهــــــاك بهاء الشمس يكتمل
.
أُرْسِلْتِ لـــي فرحا أغشاه في زمن
أخــــــــزى الشريعة للإشراك ينتقل
.
مـن ذا يلملم أجــــــراحي يصبّرني
ويهــــــــــزم الكفر بالتوحيد يشتمل ؟
.
أصغي إلى همسة في الفجر عاشقة
تدعو إلى البرّ والطــــــاعات تبتهلُ
.
نسعى نصلّى و يرخى النوم أشرعتي
و يبهر الصّبحَ منك الذّكــرُ و النّفلُ
.
هــــــــذا كتابك دامي القلب منفطر
فمذ رحلتِ لداعــــــي التّرك يمتثلُ
.
يبكي فــــــــــــراقكِ كالأبناءِ شهقته
لا الروم تتلى ولا الأنفال والرُّسلُ
.
أنّى التفتّ لظى الذّكـــرى يحرّقني
هيهـــــات تُنْسَى نياطُ القلب تنتشلُ
.
حتى الصّغير من الأشياء يصعقني
شِسْعُ النّعال و قفل الباب و السّطَلُ
.
قمصانك البيض في الدّولاب عاصفة
حســرى تسحّ لها من غيّها المقلُ
.
فــــرشاة أسنانك الصّغرى و تابعها
و المشط و الهاتف النّقــــال يُنتحلُ
.
والعطر و الحَبَقُ المسحوق في قنن
و التمر يجنى لضيف ساقه السّبلُ
.
أرتال ذكـرى تدكّ الصّدر غازيةً
ويح المــــولّه لا سيف و لا أسل
.
قد كنتِ في خلد المفجوع عاتكة
جاءت على قدر للـــــــــه تمتثل
.
تِـــــمُّ الجمال و تِــمّ الخلق آيتها
لكلّ فاتنة فـــي الأرض تختزل
.
دان البــــــــهاء فلبّى غير منتقل
خمسون عاما وأنت الحسن مكتمل
.
تغار منك صبايا الحيّ دون هدى
لكــــــم سعين لحذو خانه الأمل
.
خــــــــلالك القَزَعُ البيضاءُ سامقة
للــــــه لا لسواه السّعي و العـمل
.
ما كنتِ من يكشف الأغراب عورتها
و لا التي بســوى الأهلين تحتفلُ
.
تلوذ بالصّمت إن زاغت مجالسها
و عن قذى اللّـــمم الحمقاء تنتقل
.
تتـــــابع النّصح موشوما ببسمتها
تهمي السحاب لديه الخطْءُ يغتسل
.
نامي هناك لدى الرّحمــــن آمنة
فقد قصدت كـــريما بالنّدى يصلُ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
.04/09/2020
السبت، 5 سبتمبر 2020
راحلة ... بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق