حَورَاءُ
والكامِل
--------
يا مَن تَوسَّلَ بالجَّمالِ جَمالُها
أن تَقرَأَ الآياتَ في قُرآنِي
وتَلوذُ في وضَحِ النَّهارِ بِطُهرِها
هلَّا أتاك ِ البَوحُ مِن أشجَانِي
إنِّي الشَّرِيدُ على دُرُوبِكِ مُتعَبٌ
أمَّا سَقَيتِ الغُصنَ مَن رَيحَانِي
أم أنَّ عِطرِيَ فِي لَمِيكِ مُعَطَّلٌ
مِن بَعدِ أن أضناكِ قولُ لِسانِي
لولاكِ ما سَكَنَ الهِيامُ سَريرَتِي
أنتِ الخَمِيلَةُ في الجِنانِ جَنانِي
وتَعطَّرَ القَدُّ الرَّشِيقُ بِخاطِرِي
مِن فَوحِ عِطرِيَ بالهَوى أحيانِي
بُستانُ زَهرِكِ في القُلوبِ مُعلَّقٌ
وبِناظِرَيكِ الطَّيفُ مِن أوطَانِي
فِي كَعبَتِي رَقَدَ الغَرامُ مُروِّحَاً
هَمِّي وأضنَى صَحوَتِي وَكِيانِي
مِن واحِدَاتِ الحُسنِ طَلَّ جَمَالُها
فتَعَمشَقَت فَي جِيدِهَا نِيرانِي
إلاَّكِ ما سَطرَ الكَلامُ بِدَفتَرِي
إلَّا حَنِيناً مِن غُروبِ زَمانِي
سَأظَلُّ أذكُرُ ما حَيِيتُ بِأنَّنِي
مَن أورفَ التِّرياقَ فَي خِلاَّنِي
لا ليسَ لِي فِي الحِبِّ إلاّ نَظرَةً
أقدَاسُها وادِي النَّقَا غِزلانِي
يا مَن تَراءَى فِي الوُجُودِ مُباهِلاً
إيَّاكَ أعشَقُ كَم نَدَيتَ جَنَانِي
بَيضَاءُ أرشِفُها مَدامَةَ عَاشِقٍ
مِن عَهدِ آدمَ في الأنامِ أُعَانِي
وبسَطوَةٍ فَيها تَناكرَ طَعمَها
مَن عَكَّرَ الألوانَ فِي أدنَانِي
بَيضَاءُ مَاءٌ كَالزُّلالِ رَحِيقُها
عَسَلٌ لَهُ الطَّفَلُ الجَمِيلُ القانَي
وبِها يَظَلُّ العَاشِقُونَ على الهُدَى
في الفَجرِ طَلَّتُها مَدَى الأزمَانِ
-----
د عماد أسعد/ سوريه
الأربعاء، 16 سبتمبر 2020
حوراء والكامل ... بقلم الشاعر ... عماد اسعد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق