)( جوهر الروح ) ( للشاعر: نصر يوسف تيشوري )
إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تخشى منَ الفَشَلِ
لَنْ يبلغَ المَجدَ مَن يبنيْ على الأَمَلِ
إِنَّ التَرَدُّدَ قَدْ يُوديْ بِصَاحبهِ
إِلى التشَتُتِ بينَ الريثِ والعَجلِ
فالصبحُ تُغني عن المصباح طلتُهُ
لكِنَّما السيفُ لايُغنيْ عن الرَّجُلِ
وَقيمةُ الدَّلوِ في ربط ِ الرشاءِ بهِ
والجَهْد ُ قيمَتهُ تُبنى على العَمَلِ
قَدْ أَطلعَتني على الأَشياءِ تجربتيْ
دَرءُ المخاطرِ لايُغني عنِ الأجلِ
كَم ْيدَّعيْ الشعرَ من لايشعرونَ بهِ
ولا يُفرقُ بينَ الوصفِ والغَزَلِ
ويدَّعي الحبَ من لايفقهونَ سوى
هَتك ُ المحارِم أَو فيضِِ منَ القُبَلِ
يُفَاخرونَ وقد ضاعت معالمُهم
مثلَ النعامةِ بين الطيرِ والجَمَلِ
فالشعرُ كالحب يامن تدعي شطَطَا
وَلا تُفرقُ بينَ النعتِ والبَدَلِ
والحب كاللهِ باقِِ لافَناءَ لهُ
فَجوهرُ الروحِ عِقدٌ غيرُ مُنفَصلِ
والعشقُ للشعرِ نبع ٌ لانفاذَ لَهٌ
كما رجائيْ بهِ من أَوثقِ العُقَلِ
بنيتُ للحبِ مايسمو الخلودُ بهِ
جَعلتُ حبي وأَشعاري مساجدَ ليْ
يَمَمتُ وجهِيَ للمحراب ِ مقتبلاََ
فَخَرَّ قلبيَ مأخُوذاََ منَ الوَجَلِ
آنستُ طيفَكِ في المحراب مؤتلقاََ
كأنَّهُ قبَسٌ آتِِ منَ الجَبَلِ
تحلَّقَتْ حولهُ الأنوارُ حاضنةََ
كأَنها الهالةُ البيضاء من زُحَلِ
أَدَّيتُ في قُدسها فرضيْ ونافلتيْ
أَدعو وأَحمدُ في الإِبكارِ والأُصُلِ
دارَ الخَيالُ بوحيي كالشعاعِ هوى
كأَنهُ الصقرُ منقضَّاََ على حَجَلِ
وصرتُ في عالمِِ من سرٍِهِ عجباََ
كأَنني أَقرأُ الآتي وما سيَليْ
ياعالماََ عبقري السحر منتسباََ
عقلي اليهِ انتساباََ غيرَ منتَحِلِ
كتبتُ من وحيهِ في الحب ملحمةََ
فيها البلاغةُ من نهجِ الإِمامِ عَليْ
ملكي أنا الكرمُ يسقيني سلافتهُ
إِنَّ الفَصَاحَةَ في الأشعار تشهدُ ليْ
ولَستُ أَرضى منَ الإيمانِ زائفهُ
والنفسُ تربأُ دسَّ السُمٍِ في العسلِ
دمشق ١٨\١٠\٢٠٢٠ الشاعر : نصر يوسف تيشور ي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق