السبت، 31 أكتوبر 2020

بياض الثلج ... بقلم الشاعر ... حسين حمود


بياضُ الثلجِ.


قضِينَا العمرَ في مدٍّ وجَزْرٍ

وما حَظِيَ الْفَقِيرُ بجَمْعِ مالِ


هي الأيامُ تَرْسُمُنَا بِسَطرٍ

كرَسمِ الْحَرفِ في سَطرِ المقَالِ


فإن جادتْ دورُبُ الْحَظِ فينَا

أتَيْنَا الْعَيْشَ في غنْجِ الدَّلالِ


وأن ساءَتْ امُورِ الْعَيشِ فينا

قضيْنَا الْعُمرَ قَهْرًا بانْحِلالِ


فلا تَخْشَاهُ فقرًا إذْ أتاكَ

كريمُ الْخُلْقِ جَلَّابُ الْمَعَالي


ينامُ الخلقُ والدنيا بكربٍ

دياجي الفجرِ تهمسُ في الليالي


بياضُ الثلجِ لن يمحُو دماءً

وسهمُ الموتِ قد اردى الغوالي


فبات القومُ عصرّا في ظلامٍ

وجهلٌ ساحُهُ ارضُ النِزالِ


فلا الأخلاقُ تجدينا بقولٍ

اضعنا العطفَ في حبلِ الوصالِ


لحالي قد شكوتُ اليومَ حالي

وربُ الكونِ  علامٌ  بحالي


علامَ القتلُ يا ربعي علامَا

صراعُ الأهلِ قد زاد انشغالي


وان جاءَ الأنيسُ يَشُدُّ أزْرِي

فزادَ الأمرَ سوءًا في الوبالِ


ظلامُ الليلِ قد سادَ بدنيا

وزادَ الكرهُ كُرهًا في السِّجَالِ


فهبوا يا صِحَابَ العَقْلِ هبوا

وفضوا الأمرَ في طيب الخصالِ


كلامُ  اللهِ  في خيرٍ  أتانَا

ليمحو السلمُ ساحَاتِ القتالِ


وإني واعظٌ والقولُ قولي

وما كانتْ حروفي مِنْ خيالي


فلا نُشْقي كبيرَ القومِ فينا

فذا عمي بقربٍ منهُ خالي


فلن نُبْقِي خصامًا في نفوسٍ

ولن نأتي حشودًا  للقتال


ولا تثأرْ لقتلٍ  فيه جهلٌ

فما طَابتْ حياةُ الإغْتِيَالِ


فقتلُ النفسِ حَرَّمَهَا الهي

وشرعُ الربِ شرعًا للكمالِ


ألا فأتِ الْحياةَ وفيكَ خيرًا

وخيرُ الزادِ طيبٌ في الْفِعَالِ


حسين حمود.

الصدق يجمعنا في كلمة الحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق