الأحد، 25 أكتوبر 2020

نداء الحق .... بقلم الشاعر ... صالح احمد

 نداء الحق

(في ذكرى مولد النبي الهادي محمد) صلى الله عليه وسلم

شعر: صالح أحمد (كناعنة)

///

ســــعــيًا إلى فَـجــــرِ الحَــياةِ  نَبيلا

واسـتلهِموا صَفوَ النُّفوسِ سَبيلا

.

لا  فَـجـــرَ إلا بـانــتِــصارِ مَــحــبّـةٍ

رانَت  على شَـرَفِ الحياةِ قُبـولا

.

وسَــــــدادِ  رأي  واجتماعِ  مَبادِئٍ

ورشـــادِ  فـكـرٍ  يَســتَــثيرُ عُــقـولا

.

وإبـاءِ نـَفـــــسٍ  وادِّخــارِ عَـزيـمَــةٍ

تــــأبـى إذا مـالَ الــزّمانُ خُـمــولا

.

هَــيّا  فـما الأحلامُ  تَــنـفَـعُـــنا ولا

عَــونُ الـغَـريبِ يُـنيلنا الـمَـأمـولا

.

مـا  بـالـعـويلِ  نعــيـدُ  فينا عِـزَّة

سُــلـبـت فصرنا خائِـفًا  وكسـولا

.

قـــومـوا  كـأني  بالـزّمان يَـــهُــزُّنا

وبـكـلِّ  ســانِـحَــةٍ  يَــدُقُّ  طُـبــولا

.

مـا بـالُكم رانَ السّــكونُ بأرضِكُم

جَـرَّ الـهَــوانُ على الرّبــوعِ  ذُيـولا

.

وغَـدا  الـسّــفيهُ بأمرِكم  مُتَحَكِّما

وقـد  اسـتَباحَ  الحـقَّ  والمعقـولا

.

صـوتُ الغِـوايَةِ  قد تجرّأ وانـتَشى

والـقـلـبُ أمـسى مُـغْـلَـفًا  مَـقفولا

.

والـبـيتُ أضــحى للفــراقِ مَــبــاءَةً

مـا عـــاد يـجمَـــعُ  صاحِـبًا وخلــيـلا

.

وكـأنـّني ما عُــدتُ أبصرُ عَـيشَــــنا

إلا مَـــخـــــاضًا في الــرَّدى ونُـــزولا

.

يـا أيـُّــهـا الإخـــوانُ  قد عَـــمَّ  البَلا

وغَــدا الـمُــصابُ مُــثَـبِّـطًا ووَبيـلا

.

فـي كـُلِّ رُكـنٍ قـــد ألـمَّــت فِــتنَـةٌ

أرخَت على سَعيِ الكِرامِ سُـدولا

.

وأتـَت عـلى نهجِ المحبَّةِ والصّفا

وقـد اســتَباحَت حُـرمَــةً وأصـولا

.

هُــنّـا وفـرَّقَـنا الــزّمانُ فـــلا نُـــرى

إلا  شَــريـدًا في الــورى وقَــتيـلا

.

أو قُل شَراذِمَ في الشَّتاتِ فلا نُرى

إلا  نُــقـــاســي غُـــــربَـــةً ورَحــيــــلا

.

مـا بـيـن خَصمٍ يَســـتَبيحُ  دِيــارَنا

وقـد اســتَــحَــلَّ دماءَنا وحُـقــولا

.

وأخٍ ضَعــيفٍ يَســتَـهــينُ بأمـرِنا

لا سَــلَّ سَـــيـفًا أو أعَـــدَّ خُـيــولا

.

وإذا بــأمَّـــتِـنــا تَــعـيــشُ تَــمَـزُّقًا

نِـتَـفـا يلـــوذُ بها الــزّعيـــمُ ذَليـلا

.

سَوطًا على ظَهرِ العَشيرَةِ موجِعًا

ولَــدى  الــوَلائِــجِ  خائِنًا وعَــمــيـلا

.

مـن دار فـي فَلَكِ الزَّعيمِ  أثابَهُ

عِـــزًا وجـاهًا والـمُخـالِــفُ غــيـلا!

.

قـومـوا إلامَ يَظَلُّ يَحكُمُنا الرَّدى

فـي كُـلِّ سـاحٍ راعِــشــًا وجَفـولا

.

ثوروا فَهلْ مَلَكَ الطُّغاةُ حُتوفَنا

وهَـلِ الطُّغــاةُ تَـنـاوَبـوا عِـزريلا؟

.

مـا هُـــم ثِــقــوا إلا روابـضَــةً أجا-

دوا فـي مَـجالِ الفِـتنَةِ التَّـدجيلا

.

فـقِـفوا بِـوجهِ الظُّلمِ سَــدّا مانِعًا

صَــفًّـا تَـأَبّى صــامِـدًا وثَـــقـــيــلا

.

فـي مَــوقِــفٍ لا يَعــتَـريهِ تَراجُـعٌ

نَـأبـى بِــهِ الـتَّــأويـلَ والتَّـعــديــلا

.

لَـغـوٌ إذا  كـنّـــا نُـــــريدُ  كَرامَـــــةً

ما لَـم نُـحـارِب جاهِــلًا  وضَلـيلا

.

ســـنُـعــدُّ  لـلـجُـلّى يَـقــينًا راسِـخا

نـورًا نَـــــراهُ لأمــــرِنـــــا إكلــــيـــــلا

.

لا  مـا عَـــدِمــــنـــا خِــبرةً ودرايَـةً

لا مـا عَــدِمــنا حكمةً  وعُــقـــولا

.

لـكـنَّ  ما نحتــــاجُ صدقَ  تـوجُّهٍ

لـلـحَقِّ يـســمـو غـايَـةً وشُـمـولا

.

وصـفـاءَ نـفسٍ واكتمالَ عقيدةٍ

بـالخـيرِ  زادَ نُــفــوسَــنـا تَـأصيلا

.

هُـبّوا استَعيدوا مجدَنا فَلَطالَما

تُــقْــنـاهُ مَـجـدًا في الـزَّمانِ أثـيلا

.

مجـدًا بَـنـاهُ السّــــابــقــونَ بـعِــزَّةٍ

كـانـــوا بِــحَــــقٍ أوفِــيـــــاءَ عُــدولا

.

والـيـومَ يـأتيني الزّمانُ بِريحِهِم

وأنـا أُعـانـي  مُــبـعَــدًا مَــذلــولا

.

وتَهــزُّنـي الـذِّكرى لأبدأَ رِحلَـتي

للـنّـورِ يَـبـقى زاخِــرًا مَــوصـولا

.

مـن يـومِ نودِيَ في رَبيعٍ باسِمٍ

وُلِــدَ الـحَــبـيبُ مُـؤمَّــلا مـأمـولا

.

واهــتَــزَّتِ الـبَطحا لِمـولِدِ أحمــدٍ

لـلـمَــجــدِ كانَ مُــشَــرَّفًا وسَــليـلا

.

وازدانَت الـدُّنـيا لِمـــولِــد نــورِها

لـكـأنَّـمــا أضحَــــت بـهِ قِـــنديــلا

.

وتـعـلَّـقـت كلُّ القلـوبِ بنورِهــا

فــرَحًا وقــد رأتِ الظّلامَ اغـتيـلا

.

وغَـدا بـمـِحرابِ البَراءَةِ مِشـعَـلًا

بـالـنّـورِ يَـسـعى هـــادِيًا ودَلـيـلا

.

يـا سـيـّدي وملَكتَ كُلَّ عَظيـمَـةٍ

خَـلـقًـا وخُـلـقًا ســامِــيًا وجَـلـــيـلا

.

فـي الخُـلقِ قلبًا حانيًا مُـتَسامِحًا

وبِـكُـلِّ ســاحٍ  ســاعِـــدا مَـفـتـولا

.

يـا سـيّدي أدعوكَ من قلبٍ صَفا

والـجَـفـنُ يسـهَــدُ بالـدّموعِ  بَليـلا

.

يـا مَـن خَـلا بِجـــوارِ  ربٍ عــالِــمٍ

لـلـذِّكرِ مُــعــتَـزلًا... ولا مَــعـزولا

.

وحَظـيتَ بالنّورِ المُنَزَّلِ شِـرعَـةً

وجُعِـلتَ بالنّورِ العظيمِ رَسـولا

.

فالـكـلُّ يقبِسُ من سَناكَ مَحَـبّـةً

نــورًا.. ويَبـغي بالحبيبِ وُصـولا

.

يـا ســيّدي وتَـركتَ فينا مَــنــهَــجًا

جـيــلًا تَــوارَثَـهُ الـــتُّــقــاةُ فَــجيــــلا

.

مـن سُنَّةٍ ما كُنتَ تَنطِقُ عن هَوى

آيـــــاتِ ذكـــرٍ  نُــــزِّلَــــــت تَــنـزيــــلا

.

وَقَـرَت بـذي القلبِ المُهيَّئِ حِكمَةً

فَــصَـفــا كَيــانُــكَ واشـــرأَبَّ جَليـلا

.

يـا أيُّها القاعُ الذي اضطربت بِـهِ

كـلُّ الـحَـقـائِــقِ جُمـلَـةً تَــفـصيـلا

.

عودوا إلى الدّينِ القَويمِ ووحِّدوا

وذروا صـراعًـا فُـــرقَـــةً وغَـــلــــولا

.

يـا ســيِّدي والصّوت لم يـفـتأ بنا

حـــيًـا يـُــنـــادي صافِـــيًا وأصيـــلا

.

نـــورًا  يَـظَــلُّ لكُلِّ قَــلــبٍ مُـؤمِـنٍ

بـالـحُـبِّ يَســعـى بالأمـانِ كَفيــلا

.

حَـربًـا على الطُّغــيانِ لا مُــتـهاوِنًا

بـالـحَـــقِّ سَــيفًا قاطِــعًا مَســلـولا

.

لا يَـرتــضي الــتَّـفــريــطَ في أركانِهِ

لا يـَــرتَـــضي الـتّـحريفَ والـتَّــبديلا

.

يـا ســــيِّـدي وقد  ارتضَيتُكَ  قُدوَةً

تَهدي النُّفوسَ وتَكشِـفُ المَجهولا

.

يـَأبـى لِواؤُكَ في الــزَّمانِ  تَـثـاقُــلًا

أبـَـدًا تَــشــــامَــخَ لا يُــطيــــقُ أفــولا

.

وحَـشَـــدتَ للجُلّى نُـفوسًا أخلَصَـت

قـامــوا رَعـيــلًا يــســـتَــحِــثُّ رَعــيـــلا

.

هَـيهاتِ يَرجِعُ ما مَضى إن لم نَعُد

نَـبني ونَصنَــعُ في الحَـياةِ جَمــيـلا

::::::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::::::


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق