الأحد، 6 سبتمبر 2020

بدونك لامعني لعيشي..بقلم ..د فواز عبد الرحمن البشير

 بدونك لا معنى لعيشي


بدونكَ لا معنى لعيشي وغربتي

سقيمٌ نهاري  والعذابُ  بلَيلتي


كأني يتيمٌ قد تبدَّت شجونُهُ

وذقتُ  من  الأيامِ طعم َ رزيتي


وحيدٌ فلا خلٌ يؤانسُ وحدتي

فريدٌ فلا حِبٍّ  يجيءُ لرؤيتي


ضعيفٌ وقد أفنى الزمانُ إرادتي

وفَلَّ حديدي ثمّ ضيّعَ قوتي


أناجي بيوتَ الحيّ أينَ أحبتي

فيكبرُ وسواسي وتزدادُ حيرتي


َوأصبرُ علّي أن أراكَ للحظةٍ

ََفتذبلُ روحي من عظيم ِمصيبتي


وأصرخُ إني في ولوعي مضيّعٌ

وأوشكتُ حقاً أن أموتَ بعلتي


تُركتُ ببحرٍ لا حدودَ لمدّهِ

فضعتُ بأمواجٍ وتاهت سفينتي


وغادرَ رباني و حيّرَ خافقي

أيتركني أفنى بغيرِ جريرةِ 


ويسلبني صفوي ويقتلُ بسمتي

ويحرمني أنسي وعذبَ سريرتي 


بأيِّ ذنوبٍ كانَ هجري محلّلاً

بحقكَ ما جرمي وأينَ خطيئتي 


لعلي إذا أدركتُ كنه َتجاسري

طلبتُ وصالاً منك َفي ثوبِ توبةِ


بحقكَ لا تبخل عليَّ بنظرةٍ

تؤانس ُصبحي أو تطاردُ ظلمتي 


وتبعثُ نفسي بعد طولِ عنائها

وترفعُ أحزاني وتُرجعُ ضحكتي


وتزرعُ حقلي بعد أن كانَ قاحلاً

وتُزهرُ بستاني وتُكثرُ غلتي


وتُفرحُ أصحابي وتُرهقُ عاذلي 

وتمحو من الأحشاءِ كلَّّ عداوة 


فإن جاءَ نورٌ منكَ نحويَ سارياً 

فذاك ربيع القلب حقاً  و جنتي


ويا فرحةَ المشتاقِ حين يخصّهُ 

حبيبٌ بتلميحٍ و إيماءِ نظرة ِ


ويا لهفةَ الولهانِ حينَ بدا له ُ

خيالُ وليفٍ سارَ من خلفِ خيمة ِ


يظنُّ طيورَ الحقلِ تسعى لأجلهِ 

تطيرُ كأسرابٍ  على ظهرِ  قبةِ


ويحسبُ ورداتِ السهولِ تزيّنت

لمطلعهِ الزاهي بأجملَ زينةِ


يذوبُ إذا مسَّ النسيمُ خدودَهُ

يشمُّ به طيباً  كأروعَ وردةِ


يراكَ بكلِّ الكونِ من غير ريبةٍ

ويرميهِ خلق ُ اللهِ ظلماً بريبةِ


فذاكَ الذي قد كانَ يصدعُ خافقي

وذاك الذي يطفي ويكسرُ ثورتي


إذا غبتَ عني ضعتُ في كلِّ مهمهٍ

وإن جئتني غُيّبتُ عن كلِّ حاجةِ 


عجبتُ لحالي كيفَ أصبحتُ هاهنا 

برغمِ  افتقاري فيكِ أو رغمِ زلتي


فلا تبعدنَّ اليومَ عن بعضِ مبتلى

أتاكَ ولا تسمح  بتطويلِ كربتي 


 وكن ناصري في كلِّ همٍّ وعسرةٍ

وكن سندي في الضيقِ أو كن وسيلتي


وكن عندَ قبري حينَ أدفنُ في الثرى

وكن حيثُ روحي حينَ تدنو  منيتي


د فواز عبدالرحمن البشير

سوريا

٦-٩-٢٠٢٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق