الأحد، 29 نوفمبر 2020

القمر وعذاري الليل...بقلم الشاعر... خالد خبازة


 القمر ..و عَذارى الليل

من الطويل .. و القافية من المتدارك


ولمـــا قَضيْنـــــا في هوانــــا حوائـجاً

...........................وأزهـــرَ نسـرينٌ .. وغـــــرَّدَ بلبــلُ

وأطلقَ داعي الشـوقِ منـا .. عنانَــــهُ

..........................وغابـتْ نُجيماتٌ ..  وصفَّقَ جــــدولُ

ورقَّـــت غـلالاتُ الظـــلامِ  .. كـأنها

..........................عــذارى ..  يُراقصنَ الضياءَ وترفُلُ

وراحتْ خيوطُ الفجرِ تنسلُّ في الدجى

..........................كرقطـــاء في أطـــرافِ أيْكٍ .. تسللُ

تمزّق ثــوبُ الليــلِ عنا ..  وأشرقت

..........................نفوسٌ لنا ..  كادتْ من النـورْ تنهــلُ

كأن عــذارى الليــلِ .. ألقتْ وشاحَها

..........................عروسٌ نَضَتْ .. دونَ الضيـا تتجملُ

كأنَّ اللآلي في السمـا ..أعينُ الدجى

...........................تراقـبُ بــدرَ الليـــلِ.. أيـانَ يَرحـــلُ

يُرصِّعنَ تاجَ الليـــلِ تبرًا ..  و لؤلؤًا

.............................وينثرنَ عِـــقدًا من جمــــانٍ يُفصلُ

وباتتْ عيـــونُ الليلِ ترنـــو لقاءَنـا

............................وترعى ضيوفَ الروض أيانَ تنزلُ

يغازلنَ بــدرًا .. يلفحُ النورُ وجـهَهُ

............................ورصَّعنَ ثـوبَ الليـلِ درًا ". فيـرفلُ

ولاحتْ حواشي الفجرِ صيغتْ بعندمٍ

............................يُهدهـــِدُها نهرُ الضِّيا .. ويُشـكلُ

فنّـــور وجــهَ الكائنـــاتِ لقـــاؤنــــا

...........................و غازَلنا في غاشِم العتـــــم .. أيِّــلُ

تسـاقى كلانـا خمرةَ الروحِ..  شُربةً

...........................فنلنـا مقامَ النجمِ ..  من قبــلِ يأفـــلُ

نهلنا شـفيفَ الروح من وحي نظـرةً

...........................ولم نكُ في غيرِ الصبابـــاتِ نحفــلُ

وسالت كؤوسٌ من هوانــا ثمــــــالةً

...........................من الروحِ نملاها سـلافًا .. فننهــلُ

وأشعِلَ نارُ الوجــدِ في القلبِ ثــورةٌ

...........................فثـــــارتْ براكينٌ.. وفـوّرَ مِرجـــلُ

سلونا النوى حينــًا وسالت دموعُــنا

...........................كما سالَ دونَ الأيك نهرٌ .. وجـدولُ

وعُدنا ..لنا من معقلِ الحبِّ نشوةٌ

...............................وقد طالما يحلو مع الحب مَعقــلُ

و شاخت ليالي الوصل وابيضّ رأسها

..............................وقد هرمت كادت تزول وترحل

فوا عجبا لليـــلِ .. اذ لاح شيبــه

..............................كذاك الليـــالي قــد تشيخ وتـــذبلُ

وحين أضاء االصبح قنديل فجره

..............................لمحنا دجى أكوانِـــــه كيف تجفلُ

وألقى عصا ترحـــالِه كلَّ نجـــمةٍ

.............................ومالت عيونُ الليلِ للغربِ ترحــلُ

وضاقَ بنا وقــــــتُ اللقاءِ كأنما

.............................وقد نالَ منا .. يحصِدُ الوقتَ مِنجلُ

وهلت سماءُ الروض بالنورِ بعدما

..............................تبدّى لنـا وجهٌ من النورِ .. مقبـلُ

ولما جرى نهرُ النهارِ  و أشـرقتْ

..............................بناتُ الضحى فجرًا.. تأجَجَ مِشعلُ

لئِـنْ كان حالُ البينِ دومًا ميـــامنًا

..............................فان زمانَ الوصلِ .. أعرج أشولُ

....

خالد ع . خبازة

اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق