الاثنين، 23 نوفمبر 2020

قل الحمد لله وكفي...بقلم الشاعر...حسين كرار


....قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى.... 

. . . . . . 

قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى 

      وَأَشْكَرِ اللَّهَ عَلَى النِّعَمِ 

فَالْمَرْء قَدْ مَضَى أَمْرُهُ 

     بِخَيْر و شَرٌّ فِي الْقِدَمِ 

هِي الدُّنْيَا نَرَاهَا مُقْبِلَة 

     بمَا خَطَّ فِي اللَّوْحِ بِالْقَلَم 

تَأْتِي بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِنَا 

     قَبْل خَلَقْنَا بِاللَّحْم وَالْعَظَم 

لَا تَغْضَبَنّ إذَا مَا نَالَكَ 

      مِنْهُ الَّذِي يَنَالُكَ بِالسَّقَم 

وَلَا تَجْحَدَن إذَا تَقَلَبَّت 

      وَارْضَى بِمَا كَانَ مِنْ الْقَسَم 

وَلَا تَرُدَّنَ الْبَلَا لِمَعْصِيَة 

      فلَيْسَ كُلّ الْبَلَا عَذَابٌ وَنِقَم 

فَلَرُبَّمَا كَان الْبِلَا رْحمَة 

      يُرَى بَعْدَهَا عَظَائِم النِّعَم 

وَلَنَا فِي الْأَنْبِيَاءِ قُدْوَتُنَا 

      لَو تَدَبَّرْت لَشَحَدْت الْهِمَم 

فَقُل مَرْحَبًا وَكُن صَادقَّا 

       فسَاعَتَهَا يُغَيِّرُهَا مِنْ عَدَمِ 

كَمْ مِنْ خَيِّرٍ قرْأنا أَخْبَارَه 

       أَرَاهُ اللَّهُ مِنْ الْعَذَابِ وَالْأَلَم 

وَبَيْن لَحْظَةٍ فِي عَذَابِه 

       تَغَيَّر حَالَة بِقَدْرِهِ مِنْ عَلَمْ 

وَتِلْك وَاَللَّه حُكْمُه قَضَت 

      حَتَّى تُبْصِر النُّورِ مِنْ الغِيَّمْ 

إذَا قَضَى اللَّهُ امْرَأً فِلِحِكْمَة 

      تَغِيبُ عَنَّا مِنْ قِلَّةِ الْفَهَم 

وَاَللَّه رَبُّنَا قَدْ سَنَّهَا سَلَفَّا 

      مِن يَصْبِر لَهَا بِعَزْمِّ سَلَم 

فَيَا قَائِلًا وَيَلِي وَوَيْلَتِي 

      وَيَا سَاخِطًا لَا تُكْثِرْ اللَّطَم 

أَتَاك فَضْلُه وَأَنْت غَافِلُّ 

      فَمَاذَا يَكُن لَوْ زَالَ الْوَهَم 

مَنْ يَأْتِي اللَّهَ وَيَطْلُبُه 

       مَا خَاب دُعُاءَه وَمَا نَدَم 

فَتِلْك لَبُشْرَى تُرِيك حَقَّا 

       وَيُرْضِيكَ بِهَا رَبُّ رَحِم 

فَكُن وَاثِقًا بِاَللَّهِ تَجِد 

       بَعْضَ الْبِلَا تَسَلَّق القِمَمْ 

أَمَّا رَأَيْت وَأَنْت تَتْبَعُهَا 

      عَجَائِب فِي الْخَلْقِ وَالْأُمَمِ 

كَمْ مِنْ أَسِيرٍ كُنَّا نَحْسُبُه 

      يُخْفِيهِ الْأَسْر وَيُبْلِيه الْقِدَم 

عَادَ لَهُ الْمَجْدُ بَعْد تَقَلُّبِّ 

       وَفُكَّ أَسْرُهُ وَنَال الْكَرَم 

وَكَمْ مِنْ سَيِّدِ كَانَت مَجَالِسُه 

       فَوْق الرُّؤُوس وَيَدْنُوهُ الحَشَم 

فَبَيَّن لَحْظَة أَضْحَت مَفَارِشُه 

       تَحْتَ التُّرَابِ وَيَعْلُوهُ الْخَدَم 

وَكَمْ مِنْ غَنِيٌّ يَجْهَل مُلْكَهُ 

       كَان بِمَالِه يَبْتَاع الذِّمَم 

فَأَصْبَح الْفَقْرُ لَا يَبْرَحُهُ 

       وَعُدَّ مَالِه كَمَنْ كَانَ حَلَم 

وَلَو تَبَصَّرْتَهَا بِعَيْن عَاقِلِّ 

       لَوَجَدْتَهَا بِمَا فِيهَا عَدَمُ 

فَخُذ بِرَأْيِي وَكُن دَائِمًا 

       تَرَاهَا بِعَيْن نُقْصِّ لَا تَنَم 

فَلَيْسَ لَهَا صَاحِبُّ أَبَدَّا 

       وَلَيْس لَهَا عَاشِقٌ سَلَّم 

فَيَا مُقْبِلَّ عَلَى الدُّنْيَا تَلْحَقُهَا 

      إن طَرِيقَهَا وَعْرُ تُدْمِي الْقَدَم 

فَاحْفَظ لِنَفْسِك عَزَا تَمْلُكُهُ 

       قَبْل أَنْ تُرْفَعَ عَنْك الشِّيَم 

فَمَا يَكُنْ مِنْ أَمْرِهَا فَمُقْبِلُّ 

      وَلَو جَهَدْتَ الدَّهْر بِالْجِدِّ وَالْحَزْمِ 

. . . 

كَلِمَات حُسَيْن كُرّارٌ . . . . الجَزَائِر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق