الأحد، 13 ديسمبر 2020

ايا شعري ...بقلم الشاعر...عارف عاصي


أيا شِعْري

======

أيا شِعْري


ألملمُ في ربوعِكَ بَعْضَ أشْجاني


وخيلي فِيكَ ضَابِحَةٌ


وليسَ يحدُّها حَدُّ


وقفتُ ببابِكَ الباكي


لأُسْرِجَ ضَوْءَ مِشْكاتي


أُرَدِّدُ فِيكَ ضِحْكاتي


أُسطرها على الآفاقِ أُغْنِيَةً

أُجَمِّلُها أُزَيِّنُها

فتذهبُ خِلْسة ًعنِّي

وترجِعُ لي بِدَمْعَاتي


وقلبي الصبُّ كَمْ حَنَّتْ

بهِ الآهاتُ والشكوى


وكم يرجو صفاء الكونِ كي يحيا


وكم هامت به الذكرى


لأطياف الأُلَى كانوا


وكان لفِعْلِهِمْ قَوْلٌ


فَتَنْهَرُني حََكَاياهُمْ


زمانُك ذلِكَ المَشْنُوقُ

في أيدي الأُلى اتَّجَرُوا


وماصَدَقُوا بما زَعَمُوا


جِيَادُكَ أدْمَنَتْ فَرَّا

وما عادت تثيرُ النقعَ أو تُبْدِي لنا كَـرَّا


وأنت الفارسُ المزعومُ

هل تدري؟

بأنكَ بعضُ مُشْكِلتي

فقولك ليس ذي جدوى


وقَدْ ماتَ الألى ابتلعوا

زفيرَ الهمِّ في كَمَدٍ


وقد عاشَ الألى رسموا

شَهَاداتٍ على الآفاقِ سَطَّرَها

دَمُ الأحرارِ والأبرارِ في رَشَدِ

*****

أياشِعْري


نِداءُ النَّفْسِ فَلْتَصْمُتْ


فَلَحْنُكَ لَمْ يَعُدْ يُرْجَى


وقد هجرت عصافير الجمال العشَّ نَحْوَ الواحةِ الأرْحَبْ


جمالَ الكونِ فلْتَكْتُبْ


فراشاتِ الأزاهيرِ؛ خَرِيرَ الماءِ ؛ 

لونَ الصُّبْحِ

شمْس غُرُوبِنا تَهْوِي بماءِ البَحْرِ يَحْضِنُها

ألا فاكْتُبْ

لِمَيْساء الجمالِ البِكْرِ حَالَ تَهَادِي نضْرَتِها

وحالَ الشَعْرِ مُنْسَدِلٌ ؛ وكَمْ سَهْمٌ بِنَظْرَتِها

ألا فاكْتُبْ . ألا فاكْتُبْ


وكُنْ حَيْثُ الْتَقَى في الظِلِّ أَضْدادُ


وحيثُ تعيشُ أشْباحٌ ؛

تردد رَجْفَةَ الشَّهَواتِ في أرجَاء أكوانِ


أيا مَنْ هَمُّهُ وهْمٌ


إليكَ خلاصةُ الأجْيالِ يا صاحي:


نعيمُ النفسِ حيث النفسُ في ألَقٍ


وحيثُ الهمَّ مُنْطرِحٌ


ألا فانظرْ

سِنِيُّ العُمْرِ في هَرَبٍ

وأنتَ سَجِينُها الأكدى

*****

أيا شِعْري


أنا المَأسُورُ في حَرفي


سجينُ الحرفِ لا أَرْضَى مُهَادَنَةً


تُهَدِّدُني صُنوف الكيدِ في زمني


وأمضي عَكْسَ تَيَّارِ الهوى وحدي


أنا المسجون في حَرْفٍ يُعَذِّبُني

يَحَرِّقُني ويَنْهَرُني

ويَخْلَعُ نَوْمِيَ الحاني يؤرِّقني


أهيمُ على ضِفافِ الجرْحِ مُلْتاعا


وأصرخ والفَضَاءُ الرَّحْبُ رَجْعُ صَدى


فيصْنعُني بظل العمر أَوجاعا

*****

أياشِعْرِي


أنينُ النَّزْفِ في قومي


وخَيلُ الغَدْرِ راكِضَةٌ


ونورُ الحرفِ مِصْفودٌ


وقولُ الحقِّ جُرْمٌ في دُنى الجُرْمِ


يعاديني أخي جَهْرا

وكلُّ الحبِّ للأعداء ياويحي

يُقَتِّلُني


دمائي مَنْ يُحلِّلُها

ورغمَ الغَدرِ أسمعُهَا تنادي فِيَّ إخواني

*****

أيا شِعْري


سأكْتُبُ ما أرى في الروح بعضَ النبضْ


سأكْتُبُ كي ينيرَ الحرفُ داجي الأرْضْ


سأكتُبُ كي يعودَ الطفلِ للبسمة


سأكتُبُ كي يَزُولَ الحقْدُ بالرحمة


سأكتبُ ما أرى قلمي


سأكتبُ يا غدي حُلُمي


سأكتبُ يا غدي حُلُمي

========

عارف عاصي

13/06/2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق